تعدّ العلاقات مهمة للغاية لرفاهنا كبشر. لكن العلاقات معقدة. وفي العادة، لا يولد أحد على علم بكيفية بناء علاقات صحية، كما أن معظم الناس لم يتعلموا الأمر في طفولتهم.
وبحسب موقع سايكولوجي توداي، يمكن للبالغين تعلّم بعض المهارات المرتبطة بالعلاقات، والشفاء من الجروح القديمة، والبدء في إنشاء علاقات ترفعهم. لذلك، فإنّ تعلّم وضع حدود صحية مع الآخرين هو مهارة ستساهم في تحسين علاقاتك والشعور بتقدير الذات.
والحدود هي النقطة التي لا يمكنك فيها تحمل شيء يفعله الشخص الآخر. عندما تنتهك الحدود، تكون النتيجة تعلم الشخص الآخر أن السلوك غير مقبول. وضع الحدود لا يعني فقط إخبار شريكك بما تشعر به حيال شيء ما. فالحدود لها عواقب
في كثير من الأحيان. وعندما يتم تجاوز الحدود تغضب ولكن لا تعرف ما عليك فعله. وفي النهاية، تكرر ما تحتاج إليه وتشعر بخيبة أمل.
إضافة إلى ما سبق، فأنت تمنح قوتك للشخص الآخر وتعتقد بشكل خاطئ أنه لا يمكنك فعل أي شيء. وهذا يساهم في قتل احترام الذات. إذا كنت تريد أن تكون على علاقة مع شخص ما لا يحترم حدوداً معينة، لديك خياران: يمكنك الاستمرار في النمط نفسه، لكنك ستبقى عالقاً حيث أنت، أو يمكنك البدء في اتخاذ بعض الإجراءات، فإما أن يغيّر هذا الشخص من سلوكه، أو سيتضح أنه غير قادر على تلبية احتياجاتك. في هذه الحالة، تعلم على وجه اليقين أن هذا الشخص ليس لك إلى الأبد، ويمكنك العثور على شخص آخر.
من المهم هنا أن تشعر بمشاعرك. لمعرفة ما هي حدودك، تحتاج إلى تحديد مشاعرك والثقة بها والاعتماد عليها كدليل. على سبيل المثال، قد يكون الغضب إشارة إلى تجاوز الحدود. مثال آخر هو القلق، إذ يشير إلى أنك لا تشعر بالراحة حيال أمر معين. أما الفرح والحب، فيشيران إلى احترام حدودك. من هنا، فإن تقوية ارتباطك بالعقل والجسد ستساعدك على الشعور بمشاعرك والثقة بها والاعتماد عليها لإرشادك.
وهنا يجب أن تكون قائداً أيضاً. أنت تقرر ما تحتاجه وما تريد القيام به إذا لم تتم معاملتك بالطريقة التي تريد. لا أحد يستطيع أن يقرر ما هو غير مقبول بالنسبة إليك. إذا كان شخص ما لا يحترم حدودك، فلن تضطر إلى الانتظار بلا حول ولا قوة حتى يفعل ذلك. يمكنك اتخاذ إجراءات مناسبة لحماية نفسك. لديك قوة أكبر مما تدرك، ولكن عليك التوقف عن لوم الآخرين والبدء في التحكم بحياتك.