يتواصل تدهور الوضع الإنساني في مدينة سراقب بريف إدلب يوما بعد آخر، في ظل استمرار القصف، الذي لم يبق من سكانها سوى نحو ألفي شخص من أصل نحو 45 ألفاً كانوا يسكنونها، في ظل شح المواد الغذائية ومياه الشرب وفقدان الرعاية الطبية، وغياب المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي.
وقال أبو محمد، وهو واحد ممن بقوا في سراقب لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع في سراقب مأساوي، فالمواد الغذائية شحيحة، والخبز يصل بصعوبة من البلدات القريبة، هناك شح في المياه أيضا، والدمار كبير في المدينة، وبعد أن كانت تنبض بالحياة أصبحت اليوم شبه خالية".
وأضاف: "الوضع المادي سيئ للغاية ولا يوجد أي عمل في المدينة، في حين الأسعار تعتبر مرتفعة لما قد يؤمن من مواد غذائية، وبعض الأدوية، في وقت لم تزر المدينة أي منظمة إنسانية، كما لم نتوصل بأي نوع من المساعدات إلى اليوم".
من جانبه، قال رئيس مكتب الإعلام في المجلس المحلي في سراقب، أمجد حج علي، لـ"العربي الجديد"، "نعاني من صعوبات كبيرة في تأمين المتطلبات الأساسية، من مواد غذائية ومياه وخبز، إضافة إلى تدهور الوضع الطبي، إذ لا توجد اليوم في المدينة أي نقطة طبية".
ولفت إلى أن "جميع المنظمات الإنسانية تغيب بشكل تام عن كارثة سراقب، التي أعلناها مدينة منكوبة"، مبينا أن "عدد المدنيين في النهار لا يتجاوز الـ2000 شخص غالبيتهم من الشباب، ولكن العدد يرتفع في المساء مع عودة العائلات التي تنزح في النهار إلى الأراضي المحيطة في المدينة هربا من القصف".
وقال إن "هناك محاولات لتأمين بعض الاحتياجات، فقد قدم المجلس ثلاثة صهاريج تنقل المياه من وحدة المياه مجانا، كما أن هناك نقصا كبيرا في الحطب والوقود وما يتوفر يباع بأسعار مرتفعة، والأدوية المتوفرة محدودة، والإسعاف يتم إلى خارج المدينة عبر طرق غير آمنة".
وختم حديثه بالقول "إن سراقب منكوبة بكل معنى الكلمة، وقد ناشدنا الأمم المتحدة وكل دول العالم لوقف المأساة، كما ندعو جميع وسائل الإعلام إلى القدوم لسراقب لنقل ما يحدث ونحن مستعدون لتأمين الحماية لهم".
وبيّن المجلس المحلي في إحصائية، استلم "العربي الجديد" نسخة منها، أن الحملة العسكرية التي بدأت في الـ20 من الشهر الماضي، تسببت في مقتل 89 رجلا و29 امرأة و32 طفلا، في حين دمرت البنية التحتية، إضافة إلى تعرضها إلى هجوم بغاز الكلور، ما تسبب بحالات اختناق.