وعود حكومية تُشعل أسعار العقارات في ليبيا

أدت تصريحات رئيس حكومة الإنقاذ الوطني في ليبيا، عمر الحاسي، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية صلاحيته، إلي ارتفاع أسعار العقارات داخل العاصمة الليبية طرابلس بنسب تتراوح بين 20 و50%.
وقال عمر الحاسي، في بيان متلفز أذاعته قناة فضائية محلية "قررت اعتباراً من عام 2015 رفع قيمة القروض العقارية لبناء المساكن إلى مبلغ 120 ألف دينار (92 ألف دولار)، خالية من الفوائد الربوية، بدلاً من السقف الحالي المعمول به وهو 40 ألف دينار، ووقف العمل بالنصوص والتشريعات المتنافية مع الشريعة الإسلامية".
وتشكل شريحة الشباب 70% من تعداد سكان ليبيا البالغ 5.6 مليون نسمة، بحسب نتائج المسح السكاني عام 2012.
وتعهد الحاسي بتقديم قروض للشباب المقدم على الزواج، على أن تبلغ قيمة القرض الواحد 15 ألف دينار خالية من الفوائد.
وقال وائل الغربي، وهو وسيط عقاري بطرابلس، إن أسعار العقارات ارتفعت بنسب متفاوتة، نتيجة تصريحات الحاسي بضخ سيولة في السوق لمعالجة أزمة سكن الشباب.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار العقارات في السوق أثر بشكل مباشر على أسعار الإيجار داخل العاصمة، بحيث ارتفع سعر إيجار الاستديو (شقة مكونة من غرفة ودورة مياه) من 400 دينار إلى 700 دينار.
ويرى مُحللون اقتصاديون، أن الوقت غير مناسب لضخ سيولة في السوق، نتيجة وجود عملة تصل إلى 19 مليار دينار خارج النظام المصرفي، في وقت لا يتسع فيه السوق الليبي أكثر من 3.5 مليار دينار.
وقالوا إن مثل هذه التصريحات تساهم في اشتعال أسعار العقارات.
وتعاني ليبيا صراعاً مسلحا دموياً في أكثر من مدينة، لا سيما طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق)، بين كتائب مسلحة تتقاتل لبسط السيطرة، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً.