وعود لأجل الهباء

09 نوفمبر 2016
عامر الشاعر / سورية
+ الخط -

1
خارج عن السياق
بعيد عن السرب
مقطوع من شجرة
متفرّد، منعزل، ومهجور
كلها لا تخبركم
كم أنا وحيد.


2
أنّ ظَهرَ حِصانِكَ
أمسى أملسًا كحديثٍ مع الماءِ
وأنّ صُراخَكَ على الذكرَيات
لا يُفزِعُ أشباحَ ساكنِيها
يا وحيداً قرب أشجارك
أشجارك التي تسقيها الخير
ولا تقطف منها سوى ثمار تشبه المشقّة
واليسير.. اليسير من ورقات الأمل الصفراء.


3
أنت تبوح للطريق بما لا يهمها
وتنتظر من الرائحة أن تكون ممرضتك المقيمة
تصرخ.. وتصير صنمًا يصرخ
لأن صراخك طويل:
لا شيء يسدّ اتساع الفتق
ولا يُدني أطراف الجروح من بعضها بعضًا
إلا عواءات الذئب العجوز
إلا مخالب الحب.


4
كل ليلةٍ
أحتشدُ
أنضو وعودي للمرأة الحسناء
أفكُّ أزرار الخيلاء
أشيدُ عراءً وثيراً
ثم أنام وأنا أدّعي أنني لا منزعجٌ من الوحدة.


5
أنا لا أعاتبُ الطريقَ، لأنّكِ لا تَمشِينَ معي فيهِ.. ولا هُو يفعل.
لا أتساءل عن دواعي اتّساعِ السَّريِر كلَّ يومٍ.
لا تُغضِبُنِي مقطُوعاتُ شتراوس حينَ لا تَرقُصِينَ عليها.
ولا أنفُخُ أسراب الوحدة في وجوه الباعةِ والأسواق.
 
أنا لا أبدو عَازِفاً عن الشِعر بسببك،
ولا مُكتَظًّا بِنَفسِي اللوّامَةِ،
ولا أَجُوبُ قشعَريرَتِي لساعاتٍ بحثًا عمّا تبقَى من دفئك.
 
أنا لا أدوخُ.. لا أصابُ بالدُوار.. ولا أختَنِقُ لشِدّة امتِلاءِ رئتيّ بِكَلِماتِ الحبّ المَهدُورَةِ.
 قَطعًا، وحتمًا، ومِن دُونِ شَك..
أنا لا أبدو كرجل مُشتَاقٍ لكِ حدَّ الانتِحار بالصُّراخِ المُثَلّم.


6
وعر صوتي حين أصيح
ها أنذا أمشي فيه وحيدًا
وأصيح..


7
لديك شامة شبقةٌ
في موضع لن يراه أحد في جسدك
لن يراه أحد لأن لا أحد يراك..
ولدى الحب حفل شواء للحمام الزاجل الذي أرسلت معه القصائد
ولدى البعيدين بعيدون يبادلونهم النكات
وأنت هنا، تفرك حجارة الذكريات برأسك الذي لا ينسى بشكل جيد ولا يتذكر بشكل لائق
أنت هنا.. لا تفعل شيئًا سوى استحضار أحبتك الطغاة
ما الذي سوف يحتّه رجلٌ يجلس في كل هذه العتمات
سوى الإفراط في التذكر؟



(شاعر فلسطيني من الأردن)

دلالات
المساهمون