وعدت الرئيسة المستقبلية للمفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إيطاليا باعتماد طريقة جديدة لتقاسم أعباء الهجرة، بعد لقائها برئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، اليوم الجمعة.
وأوضحت المتحدثة أنّ هناك "حاجة ماسّة لإجراءات فعالة بهذا الخصوص"، مشيرة إلى أنّ التعاون يجب أن يحصل من كلا الجانبين من أجل إيجاد حلول"، مقترحة معاهدة جديدة للهجرة، وبداية نشطة لها، قائلة: "هذا الأمر تطالب به كل من إيطاليا وإسبانيا، وذلك عبر عملية إعادة توزيع المهاجرين داخل الاتحاد الأوروبي علما أنهما الدولتان اللتان تتحملان أكبر أعباء اللجوء بحكم موقعهما الجغرافي على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي".
أما رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، فقال إنه قلق بشان النمو الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي وإيطاليا، بحسب ما بينت وكالة الأنباء الألمانية.
وتتزامن زيارة فون ديرلاين التي ستتولى ولايتها رسمياً بداية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل خلفاً لجان كلود يونكر، في ظل تعثر عمليات إنقاذ اللاجئين في المتوسط بسبب رفض مالطا وإيطاليا استقبالهم، ويتجلى ذلك خاصة في تعنت وزير داخلية إيطاليا المنتمي إلى اليمين الشعبوي ماتيو سالفيني في وجه منظمات الإنقاذ ومنع سفنهم من دخول الموانئ الإيطالية، إذ باتت كل عملية إنقاذ تشكل حدثاً إعلاميا يرتقي إلى ما يمكن وصفه بالنزاع بين روما وشركائها الأوروبيين.
وكان سالفيني قد اتهم، أمس الخميس، في حديث مع محطة إيطالية، ألمانيا بـ"الابتزاز"، وأشار إلى أن الحكومة الألمانية اقترحت على حكومة بلاده استقبال 30 مهاجرا من سفينة كان خفر السواحل الإيطالية قد أنقذها إذا ما تم بالمقابل السماح لحوالي 40 آخرين موجودين على متن سفينة الإنقاذ "آلان الكردي" التابعة لمنظمة سي آي الألمانية، وتم إنقاذهم قبالة السواحل الليبية، بالنزول في إيطاليا، مع العلم أن قرارا صدر عن سالفيني نفسه، أول من أمس الأربعاء، منع فيه السفينة المذكورة، التي أقلت مهاجرين كانوا عالقين في البحر المتوسط من الرسو في ميناء لامبيدوزا الإيطالي.
وغرّد سالفيني على "تويتر" معتبراً أن "ربان السفينة كان بإمكانه إعادة هؤلاء المهاجرين السريين إلى تونس إذا ما كانت تفكر حقا بصحتهم، لكن إذا ما ارتأت المجيء إلى إيطاليا وكأن شيئا لن يحصل فإن أمامها الوزير الخطأ".
تجدر الإشارة إلى أن الأوضاع الصعبة التي يعاني منها المهاجرون عبر المتوسط محل قلق دائم من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وهي تحث أوروبا على استقبالهم، والسماح بعمليات البحث والإنقاذ داخل المتوسط ونقلهم إلى الموانئ الآمنة.