توفي، اليوم الأربعاء، حسين آيت أحمد أبرز قادة ثورة التحرير الجزائرية والزعيم التاريخي لجبهة القوى الاشتراكية عن عمر يناهز 89 سنة، بعد معاناة مع المرض في سويسرا.
وأعلن حزب جبهة القوى الاشتراكية عن وفاة "المجاهد والرئيس التاريخي لحزب جبهة القوى الاشتراكية وأحد قادة ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي اليوم في سويسرا".
ويعد حسين آيت أحمد، أبرز الناشطين في الحركة الوطنية الجزائرية التي مهدت لاندلاع ثورة التحرير ضد الاستعمار في نوفمبر 1954، وكان عضواً في المنظمة السرية المسلحة في أربعينيات القرن الماضي.
شارك آيت أحمد في المؤتمر التاريخي لدول عدم الانحياز في باندونغ، وكان من بين القاديين الخمسة، محمد بوضياف وأحمد بن بلة ومحمد خيضر والكاتب مصطفى الأشرف، الذين اختطفتهم السلطات الفرنسية في أكتوبر 1956 على متن طائرة، عندما كانوا متوجهين من المغرب الى تونس ونقلتهم الى سجن في فرنسا، قبل أن يطلق سراحه عقب التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين جبهة التحرير الوطني وفرنسا في مارس 1962.
كما يعد الرجل، مؤسس أول حزب سياسي معارض في الجزائر، جبهة القوى الاشتراكية عام 1963، وقاد أول تمرد مسلح ضد السلطة الجديدة في الجزائر التي تسلّمت البلاد بعد الاستقلال، حيث عارض انقلاب الجيش على الحكومة الجزائرية المؤقتة التي كان يفترض أن تقود البلاد عام 1962.
وتمكنت سلطات الرئيس، أحمد بن بلة، وقائد أركان الجيش هواري بومدين، عام 1964 من اعتقاله، لكنه نجح في الفرار من السجن وغادر البلاد وتوجه للعيش في منفاه الاختياري في مدينة لوزان السويسرية.
اقرأ أيضاً: الجزائر: شهوة السلطة تعصف بوحدة رفاق ثورة التحرير
في عام 1985 أصدر آيت أحمد مع الرئيس الأسبق، أحمد بن بلة، وعدد من الشخصيات السياسية، نداء الحقوق والحريات، للمطالبة بالانفتاح السياسي وإقرار الحريات الأساسية في الجزائر.
وبعد أحداث أكتوبر عام 1988 وإقرار دستور تعددي في الجزائر عاد الى الجزائر، وقاد حزبه ليكون ثالث أكبر قوة سياسية في أول انتخابات محلية وبرلمانية تعددية جرت منتصف ونهاية عام 1990، لكن الظروف التي شهدتها الجزائر في سنوات التسعينيات دفعته الى مغادرة البلاد مجدداً.
عارض حسين آيت أحمد انقلاب الجيش على الخيار الشعبي بعد فوز الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية التي جرى دورها الأول في ديسمبر عام 1991، قبل أن يتدخل الجيش لإلغاء الدور الثاني في 12 يناير 1992.
شارك السياسي الراحل، في مؤتمر المعارضة الذي نُظم في سانت ايجيديو في روما في ديسمبر 1994 ويناير 1995 ضد انقلاب الجيش، ودافع عن خيار المرحلة الانتقالية والعودة الى المجلس التأسيسي الوطني لإعادة تأسيس الدولة والتخلص من أزمة الشرعية السياسية التي تلازم النظام في الجزائر.
وفي عام 1999 ترشح للانتخابات الرئاسية التي شهدت ترشح الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، وقرر الانسحاب من الانتخابات يوم إجراء الاقتراع مع خمسة مرشحين آخرين احتجاجاً على ما اعتبره المنسحبون تزويراً.
ويعتبر الزعيم حسين آيت أحمد، الذي أصدر عدداً من الكتب، أبرزها مذكراته السياسية والتاريخية، أحد أبرز المدافعين عن القضية الأمازيغية والحق الثقافي والهوياتي للأمازيغ في الجزائر، حيث تعد منطقة القبائل ذات الغالبية من السكان الأمازيغ أكبر معاقله السياسية.
اقرأ أيضاً: 60 عاماً بعد الثورة الجزائرية: تعامد النجاحات والخيبة والمخاوف