أعلنت مصادر إعلامية عدة وفاة رئيس شعبة الأمن السياسي السابق، اللواء رستم الغزالي، المتحدّر من بلدة قرفا بريف درعا، جنوبي سورية.
وأكّد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، في اتصال مع "العربي الجديد"، خبر وفاة الغزالي، بعد نحو شهر من دخوله مرحلة الموت السريري، إثر ضربه من قبل مرافقي رئيس شعبة الأمن العسكري السابق، رفيق شحادة.
وقال المهندس أبو حمزة الغزالي، وهو أحد أفراد عائلة المتوفي، لـ"العربي الجديد"، إن "مساجد بلدة قرفا (مسقط رأس الغزالي بمحافظة درعا) نعت اليوم الجمعة وفاة اللواء، الذي كان في مستشفى الشامي بدمشق"، مشيراً إلى أنّ "أطباء لبنانيون كانوا يشرفون على علاجه طوال الفترة الماضية".
وبحسب أبو حمزة، فإنّ "الخلاف بين الغزالي وشحادة، نشأ عندما قرر الأخير وضع عناصر من حزب الله اللبناني وميليشات إيرانية في بلدة قرفا بريف درعا، حيث مقر إقامة الغزالي، لتسليمهم قيادة عمليات البلدة، الأمر الذي دفعه لتفجير قصره هناك، وحرق شاليه يملكه شحادة في مدينة طرطوس".
وتابع الغزالي: "اتصل شحادة بعدها باللواء، وهدده وشتمه، كما قدّم تقريراً إلى (الرئيس) بشار الأسد، عن عمليات تهريب للمحروقات والطحين إلى مناطق تواجد الثوّار في ريف درعا يقودها الغزالي وإخوته، عبر محطات الوقود التي يملكونها وهي (الغزالي، الإيمان، والبشاير)، وحالما وصل خبر التقرير إلى غزالي، ذهب إلى مكتب شحادة، ليفاجأ بكمين له، إذ انهال عليه عناصر شحادة بالضرب المبرح"، وفي أعقاب تلك الحادثة، أقال الأسد كلا من اللواءين الغزالي وشحادة.
وكشف قريب المتوفي لـ"العربي الجديد"، أن جثمان الغزالي سيدفن في أحد مقابر العاصمة السورية دمشق، وليس في مسقط رأسه بدرعا.
اقرأ أيضاً: رستم غزالة يخشى أن يتمّ "انتحارَه"
وكانت إشاعات قد انتشرت حول "انتحار" الغزالي، في أعقاب خصومته مع شحادة، الأمر الذي يعني، في سورية، تصفيته من قبل النظام نفسه، الذي يسعى للتخلص من قادة أمنيين كبار، لديهم اطلاع على ممارساته وجرائمه، خلال فترة وجود الجيش السوري في لبنان، وفي مقدمتهم اللواء، غازي كنعان، الذي "انتحر" في العام 2005.
وكانت مصادر مقرّبة من النظام ومن اللواء غزالي، فضلت عدم نشر اسمها، كشفت لـ"العربي الجديد"، أنّ "غزالي أدخل إلى المستشفى أكثر من مرة خلال الشهر الأخير، وحالته حرجة بحسب الأطباء، وجسمه لا يستجيب بشكل جيّد إلى الأدوية التي يتم حقنه بها".
ونقل عدد من زوّار غزالي في المدة الأخيرة عنه خوفه من "التهديد الدائم الذي بات يعيش فيه معظم مسؤولي حزب البعث". وأكدت المصادر أن غزالي خائف من أن يتم (انتحاره!)".
يشار إلى أن غزالة (62 عاماً)، كان يشغل منصب رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في الجيش العربي السوري في لبنان، قبل أن ينسحب عام 2005، كما تم استجوابه إلى جانب خمسة ضباط سوريين، من قبل لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005. وعيّن عقبها رئيساً لفرع الأمن العسكري في ريف دمشق، ومن ثم رئيس إدارة الأمن السياسي إلى اليوم
اقرأ أيضاً: غزالة لم يصب في معارك درعا