في زيارة صورية لم تستغرق سوى ساعتين، تفقّد وفد لجنة النقل في مجلس النواب المصري، اليوم الخميس، موقع حادث "محطة مصر"، الذي أودى بحياة العشرات من المواطنين البسطاء، نتيجة اصطدام "جرار" من دون سائق بالرصيف رقم 6 بالمحطة، بدعوى الوقوف على ملابسات الحادث، والاستماع إلى مطالب رئيس هيئة السكك الحديدية، أشرف رسلان، المتعلقة بتطوير الهيئة.
وحمّل رسلان سائق الجرار المسؤولية كاملة عن الحادث، بذريعة أنه ترك "تعشيق" الجرار على سرعة 8 لمعاتبة سائق آخر اصطدم به في ورش أبو غاطس القريبة من المحطة، مبيناً أن التصاق القطار الآخر بالجرار منع حركته في البداية، قبل أن ينطلق في اتجاه المحطة بمجرد فك الاشتباك بينهما، ليقطع مسافة قدرها نحو 700 متر في دقيقة واحدة، ويصطدم برصيف المحطة، على حد قوله.
وقال رسلان، مخاطباً الوفد البرلماني، إن تحرك الجرار بهذه الطريقة أمر نادر الحدوث، ويتطلب سرعة تحول منظومة السكك الحديد بالكامل إلى النظام الكهربائي، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث لاحقاً، مشيراً إلى أن التطوير لم يطاول منظومة السكك الحديدية منذ أكثر من 40 عاماً، وهو ما يستلزم إعادة النظر في الاعتمادات المالية المخصصة للهيئة، وزيادتها من أجل توفير الأجهزة الحديثة، والعمالة الفنية الكافية.
من جهته، طالب رئيس اللجنة البرلمانية هشام عبد الواحد، مسؤولي هيئة السكك الحديدية بضرورة العمل على تطوير المرفق لحين النظر في زيادة موارد الهيئة، ورفع قدرات السائقين، وجميع العاملين بها، منوهاً بأن اللجنة طلبت كافة المستندات والوثائق من رئيس الهيئة، لتبيان أسباب تكرار حوادث السكك الحديدية، نتيجة الإهمال الشديد والتراكمات على مدى سنوات طويلة ماضية.
وشدد عبد الواحد على أن الهيئة في حاجة إلى إعادة هيكلة شاملة، وسنّ لائحة جزاءات جديدة صارمة لمعاقبة المقصّرين من السائقين، وتفعيل وسائل الأمان مثل الإطفاء الذاتي في المحطات والعربات، علاوة على تفعيل دور معهد إعداد الكوادر البشرية، وحلّ مشكلات العاملين بالهيئة، وتوفير سائقين اثنين وعامل "مناورة" في كافة خطوط ومسارات القطارات، وكذلك "جرارات" الورش.