شارك عشرات الفلسطينيين، مساء اليوم الأحد، في وقفة احتجاجية بميدان المنارة، وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية، للتنديد بجريمة اغتيال الأسير السابق عمر النايف "زايد"، داخل مقر السفارة الفلسطينية في العاصمة البلغارية صوفيا، يوم الجمعة الماضي.
واستشهد النايف خلال اعتصامه لمدة شهرين بمقر السفارة، بعد مطالبة إسرائيل السلطات البلغارية بضرورة تسليمه لها، بسبب هربه من السجن قبل 26 عاماً، حيث كان يقضي حكماً بالسجن المؤبد.
وجاب المشاركون بمسيرة احتجاجية شوارع مدينة رام الله، وهم يحملون صور الشهيد النايف والأعلام الفلسطينية، ورايات "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وهتفوا بهتافات تمجد الشهيد، وشعارات ضد الاحتلال وأعوانه، داعين لمحاسبة المتورطين في قتل النايف.
وقال عمر نزال، المتحدث باسم عائلة النايف وأصدقاء الشهيد، لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة والمسيرة، إن "لجنة التحقيق التي أعلن عن تشكيلها يفترض أنها وصلت إلى بلغاريا اليوم، ولكنها لم تبدأ أعمالها حتى اللحظة، ومن المفترض أن يعلن عن النتائج يوم غدٍ الإثنين".
اقرأ أيضا: بصمات "الموساد" في اغتيالٍ عمر النايف بأراضٍ حليفة لإسرائيل
ولفت نزال إلى أنه تم رفض مشاركة طبيب فلسطيني، موفد من قبل العائلة، في عملية التشريح للشهيد عمر، "ما يضعنا أمام تساؤلات حول هذه النتائج التي ستعلن غدا، وننتظر ما ستؤول إليه، وفي حال لم تكن مقنعة، فإن العائلة ستتوجه إلى القضاء الأوروبي، بتشكيل لجنة تشريح من مختلف الدول الأوروبية، بموافقة العائلة، كي تقوم بنتائج التشريح"، يشدد نزال.
ووفق المتحدث ذاته، فإن شقيق الشهيد عمر، كاشف النايف، يشارك في هذه اللجنة كممثل عن العائلة، إضافة لمشاركة الجبهة الشعبية، و"هو أمر يوجب على اللجنة أن تعمل بشكل مهني وبأفق وطني".
وذكر المصدر ذاته أنه لن يتم الحكم على عمل اللجنة الآن، "لكنها يجب أن تنظر في عدة أمور، بينها مساءلة المتواطئين والمشتبهين بقتل عمر، وكذلك الجهات الأمنية التي كانت من المفترض أنها ستحرس مقر السفارة، وفي حال لم تتم هذه المساءلة، فإن نتائج هذه اللجنة لن تكون مقنعة بالنسبة للعائلة".
وتطالب العائلة بمحاسبة أربعة أشخاص فلسطينيين على الأقل، وهم السفير الفلسطيني في بلغاريا، أحمد المذبوح، ووزارة الخارجية، ممثلة بوزيرها رياض المالكي، والمسؤول المكلف عن متابعة ملف النايف، ومسؤول الأمن في السفارة.
وحول إحضار جثمان الشهيد النايف إلى الأراضي الفلسطينية، ودفنه في مسقط رأسه، مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، أوضح نزال أن العائلة طالبت، منذ اللحظة الأولى لاستشهاد عمر، بضرورة إحضاره إلى الأراضي الفلسطينية، كونه حقا للشهيد، لكن العائلة لم تتلق أي رد حول هذا الطلب إلى غاية الآن.
اقرأ أيضاً: سعدات يدعو إلى محاكمة المتواطئين في مقتل النايف
من جانبه، قال محمد طه، الممثل عن "الجبهة الشعبية" في القوى الوطنية والإسلامية برام الله، على هامش الوقفة، لـ"العربي الجديد"، إن "قضية اغتيال النايف ما زالت قيد المتابعة، ولذا لا بد من وجود لجنة محايدة تصل إلى نتائج شفافة". وأكد أن هذه الجريمة بالتأكيد لن تمر دون عقاب، كما قالت الجبهة الشعبية سابقاً.
وفي كلمة له، طالب المتحدث باسم القوى الوطنية والإسلامية، عصام بكر، السلطة الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بمحاسبة كل من يثبت تعاونهم بقضية قتل النايف، وطالب كافة الجهات ذات العلاقة بالكشف عن الجناة، لكنه قال: "لا نبرئ دولة الاحتلال، ومثل هذه الجرائم ليست غريبة عنها، لذا ندعو إلى معاقبة دولة الاحتلال من دول العالم، بفرض العقوبات عليها حتى تنصاع إلى القانون الدولي".
من جهة ثانية، من المفترض أن تفتح العائلة بيت عزاء للشهيد النايف يوم غد في رام الله، يليها وقفة احتجاجية أمام ممثلية بلغاريا في رام الله، بعد غدٍ الثلاثاء، باعتبار أن بلغاريا تتحمل مسؤولية جزء من الجريمة.
اقرأ أيضاً: عائلة النايف ترفض مشاركة الخارجية الفلسطينية بلجنة التحقيق