مُنيت والدة الأسير، ناهض حميد، بخيبة أمل، بعدما مُنعت من استكمال طريقها كغيرها من أهالي الأسرى، لعبور بوابة معبر بيت حانون، وزيارة ابنها القابع في سجون الاحتلال لأكثر من 20 عامًا، لتعود بعدها من شمال مدينة غزة، إلى وسطها، متكئةً على كرسيٍّ بين العشرات من الفلسطينيين في مهرجان نُصرة الأسرى.
لم تتوقف الأم عن ذرف الدموع وسط الحشود التي حضرت المهرجان الذي أقامته حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وجمعية "واعد"، ورابطة الأسرى والمحررين، اليوم الإثنين، أمام مقر الصليب الأحمر الدولي، في مدينة غزة، نصرةً للأسرى وابتهاجاً بالإفراج عن الشيخ رائد صلاح من سجون الاحتلال.
وأوضحت أم ناهض، لـ"العربي الجديد"، أنها لم تتوقع بعد انتظار 3 أشهر على زيارة ابنها الأسير، ناهض حميد، أن يُبلغها المسؤولون بأن الجانب الإسرائيلي رفض إدراج اسمها ضمن أهالي الأسرى الذين خرجوا اليوم من مدينة غزة لزيارة أبنائهم القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وأعربت عن حسرتها لعدم قدرتها على زيارة ابنها الأسير، متسائلةً عن السبب الذي يمنع الإسرائيليين من رفض اسمها تحديدا من بين الأهالي، وأضافت: "قالوا لي إنني ممنوعة من العبور لزيارة ابني، كنت أزوره كل 3 أشهر مرة، هل قتلت جنودا إسرائيليين لكي يكون المنع مبررًا لهم".
على صعيد آخر، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والنائب عنها في المجلس التشريعي، مشير المصري، أنهم "مع وحدة الشعب الفلسطيني من خلال قضية الأسرى التي طالما ربطها الاحتلال بالحركة في صفقة (وفاء الأحرار) في الضفة الغربية وقطاع غزة دون القدس والأراضي المحتلة عام 1948 والأردن والجولان".
وأوضح المصري، خلال كلمته على هامش المهرجان، أن العدوّ الإسرائيلي بقي مُصرًا على أن ارتباط "حماس" بصفقة "التبادل" لا يكون إلا بتواجدها الجغرافي في غزة والضفة الغربية، مشددًا على أن الحركة أكدت أن "أية صفقة لن تكون إلا بمجموع الأبعاد الجغرافية لأرض فلسطين".
وبيّن أن الاحتلال راهن على تفتيت الشعب الفلسطيني خلال صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار"، في حين راهنت الحركة على وحدة الشعب الكفيلة بكسر إرادة العدو، في الوقت الذي تمت به الصفقة "التي سوف تُستنسخ بأعظم منها رغم أنف العدو وتحت شروط وإرادة المقاومة".
وشدد على أن "قضية الأسرى هي التي يلتف حولها الكل الفلسطيني وتشكل القضية الجامعة له"، معبرا عن بهجتهم "بالإفراج عن شيخ الأقصى رائد صلاح وعن الفرحة الممزوجة بالألم الذي يتعرض له الأسرى، وعن الأمل المعقود بأن معركة التحرير قاب قوسين أو أدنى".
وقال إن الإدارة الأميركية تؤكد على أنها الوجه الآخر للعدو الإسرائيلي، في الوقت الذي تعبر فيه الإدارة عن انحيازها السافر إلى الاحتلال، متنافسةً دوما في الرضوخ إلى اللوبي الصهيوني-الأميركي، في الوقت الذي تنوي فيه نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وبيّن المصري أن هذا القرار هو "ضربة قاسمة لمشروع التسوية، وإن الرد الأبلغ لا يكون بالشجب أو الاستنكار، وإنما بالتحلل من قبل كل الدول العربية من مشاريع التسوية مع العدو الإسرائيلي"، داعيًا إلى أن يكون الرد من خلال "التحلل من تلك الاتفاقيات".
وفي السياق نفسه، قالت القيادية في الحركة النسائية الإسلامية، أم محمد الأسطل، في كلمة على هامش الفعالية، إن "المشاكل التي تُفتعل كأزمة الكهرباء بقطاع غزة، هي لتشتيت الفلسطينيين عن المقاومة"، في حين أكدت أنه على المرأة الفلسطينية عدم التنازل عن حقها في المقاومة والدفاع عن أرضها.
وحدة الشعب كفيلة بكسر إرادة العدو (عبد الحكيم أبو رياش) |