تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
■ ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟
تشغل بالي نصوصي التي لم أنهها بعد، ويشغلني دائماً وضع البلاد المتدهور، وأيضاً هذا العالم الذي يضيق بنا كل يوم.
■ ما هو آخر عمل صدر لكِ وما هو عملكِ القادم؟
صدر لي كتاب في النقد بعنوان "في حدائق القص المغربي" عن "دار الوطن" بالرباط وفي الشعر مجموعة بعنوان "ما لا تقدر عليه الريح" عن "دار ميارة" في تونس.
■ هل أنتِ راضية عن إنتاجك ولماذا؟
قطعاً لست راضية. الرضا بحيرة ساكنة ومخادعة تبتلع المبدع وتنهي مساره باكراً، عدم الرضا مطلب مهم لأنه ينعش القلق ويُخصب الحيرة ويرفع من نسق التوتر وهذا من بين ما يحتاجه الكاتب ليَدخل نصوصه بقلب واجف، وذات مرتبكة يكتب نصّه وكأنه يمسك القلم لأول مرة لذلك متعة الكتابة تتجدد مع كل قلق جديد.
■ لو قيض لكِ البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
كنت سأختار نفس المسار: أن أكون كاتبة رغم وعورة الطريق، لكن أحتاج سماء أرحب للكتابة، مساحة أكبر للحرية وشروط أحسن للحياة.
■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
ما قاله برغسون: "توفر شروط البقاء أولاً وحسن البقاء ثانياً".
■ شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
لا أريد أن ألتقي بأي شخصية من الماضي فقد عاشوا زمنهم وقالوا كل شيء ولذلك لا أعتقد أن لقاءهم يمكن أن يضيف لي لأن هناك مسافة زمنية بيننا ستشكل هوّة. أحب أن ألتقي بشخصيات من الحاضر، وحتى هذه لا تعنيني كثيراً لأننا نختلف في نظرتنا للحياة. أفضّل أن ألتقي بذاتي فلي معها أسئلة بلا أجوبة، وأجوبة منقوصة ولي معها تجارب مختلفة لم تنته بعد...
■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
الكتب هي الصداقات الحقيقية وهي التي لا تخذل ولا تخون وتمدّني بكل ما أحتاجه من شعور بالذات وتصالح مع أناي وتواصل مع العالم وقدرة على الحلم وإحساس بالأمان. أعود دائماً إلى الكتب النقدية لأنها لا تكتب الحالة الإبداعية بل تفسرها وتشرحها وترصد كل خلجاتها وهي بالنسبة لي علامات طريق تساعدني في كتاباتي النقدية وأنا أشرّح نصوص غيري، كما تدلني على المسارات الممكنة لكتابة تخصني تكون لافتة ومختلفة.
■ ماذا تقرئين الآن؟
رواية "فتاة من ورق" لغيوم ميسو.
■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
من عاداتي في القراءة أن تكون في الخلفية موسيقى كلاسيكية أسمعها من اليوتيوب هادئة ومريحة تكسر الصمت ولا تقول الكلام. ومن عاداتي في الكتابة إذا كنت منغمسة في قصيد لا يصلني الضجيج من حولي مهما كان صاخباً، وإذا كنت منغمسة في نص سردي أفضّل السكون التام لأن هناك أفكاراً تتصارع وتنسكب على الورق وتحب مساحة هادئة لتقول ما تريد.
بطاقة
كاتبة وإعلامية من تونس. تكتب في الشعر والقصة القصيرة جداً والرواية والنقد. من إصداراتها: "رغبة أخرى لا تعنيني" (1998)، و"الوردة التي لا أسمّيها" (2012)، و"أحلام تمدّ أصابعها" (2012)، و"الغابة في البيت" (2017)، و"في حدائق القص المغربي" (2018).