تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.
■ ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟
- التأمّل والقراءة. كما أن الأفكار الجديدة دائماً ما تستحوذ عليّ، وأجدها تسرقني من ضوضاء هذا العالم، وتجعلني أعيش معها في عالم آخر.
■ ما هو آخر عمل لكِ وما هو عملكِ المقبل؟
- آخر ما صدر لي هو مجموعة قصصية عنوانها "سيارة مكشوفة في يوم مشمس"، كما ستصدر روايتي الجديدة "فِكْشنري" عن "دار المدى" قريباً، أما عملي المقبل فلا يزال في طور التحضير.
■ هل أنتِ راضية عن إنتاجك ولماذا؟
- الرضا لا يُدرك بسهولة، والكاتب لا يملك إلا أن يقرأ أعماله بعين ناقدة دائماً، ولهذا أنا مع تنقيح الكاتب لعمله عند إصداره في طبعة جديدة، على أن تكون المراجعة من أجل التجويد وإقالة العثرات أينما وُجدت في الطبعة الأولى من الرواية. بل أجد من الضروري إجراء هذه التصحيحات للوصول إلى صياغة أفضل.
■ لو قُيّض لكِ البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
- لن أتخلّى عن الكتابة أبداً. فالكتابة بالنسبة لي ليست مهنة وإنما هي دورٌ في الحياة.
■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- ما أتمنّاه هو أن يتدارك العالم هذا التبذير الهائل في موارد الأرض، وأن يدرك الإنسان بأن الأقل هو الأجمل، في مجال اقتناء السلع والممتلكات، وأن تتوقف المصانع عن إنتاج الكثير من الترهات التي أغرقت المتاجر، وسجنتنا داخل نزعة استهلاكية مقيتة. وقد اشتغلتُ على هذه الرسائل التحذيرية من الإسراف المتزايد في مجموعة قصصية من الخيال العلمي عنوانها "ماماتور باباتور".
■ شخصية من الماضي تودّين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- أبو العلاء المعري، فهو الشاعر الفيلسوف الذي استلهمت الكثير من أفكاره وطروحاته في روايتي "شاي العروس".
■ ماذا تقرأين الآن؟
- مؤخراً انتهيت من قراءة عدة روايات عراقية وعربية منها: "ساق البامبو"، و"المطيرجي"، و"حدائق الرئيس"، و"فرنكنشتاين في بغداد"، و"النبيذة"، و"بريد الليل"، بالإضافة إلى كتاب "موجز تاريخ الأديان" بترجمة محاسن عبد القادر، حيث يعيد مؤلفه ريتشارد هولواي سرد تاريخ الدين كله، من فجر المعتقد الديني إلى القرن الحادي والعشرين، باحترام عميق، وبلا حكم جاهز، أو رأي مسبق، وأتمنى لو تتبع المدارس عندنا تدريس جميع الأديان بهذه الطريقة.
■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أستمع إلى معزوفة "شلالات" للموسيقار العراقي جميل بشير، وهي معزوفة راقية تتجلّى فيها روح بلاد الرافدين بقوة حيث نشعر بأننا نسمع صوت انهمار الماء من خلال أوتار العود والغيتار. كما تجدين العراق حاضراً فيها من شماله لجنوبه بطريقة عبقرية. جميل بشير هو مثال للفنان والمعلم البارع والعازف المتمكن على العود والكمان، وهو شقيق الموسيقار منير بشير.
بطاقة
كاتبة عراقية من مواليد بغداد عام 1954. تخرّجت من كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد عام 1976. بالإضافة إلى القصة والرواية، كتبت الخيال العلمي وأدب الطفل والعمود الصحافي. من مؤلّفاتها: "العالم ناقصاً واحد" (1996)، و"يواقيت الأرض" (2001)، و"الحدود البرية" (2004)، و"حفيد البي بي سي" (2011)، و"أقصى الحديقة" (2013). تُرجمت بعض نصوصها إلى لغات عديدة، كما صدرت الترجمة الإنكليزية لروايتها "نبوءة فرعون" عن دار "أوثر" عام 2011، والترجمتان الفرنسية والإنكليزية لروايتها "العرش والجدول" عام 2016. أُعدّت بعض أعمالها إذاعياً وتلفزيونياً، وتحوّلت روايتها "حلم وردي فاتح اللون" إلى فيلم سينمائي.