قرّرت المحكمة العليا الإسرائيلية، اليوم الخميس، وقف بناء جدار الفصل العنصري في بلدة بيت جالا، شمال غرب مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بعد معركة قانونية دامت أكثر من ثماني سنوات.
وقال عماد نصار، منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت جالا، في حديث مع "العربي الجديد"، إن قرار المحكمة جاء بعد سلسلة ضغوطات من قبل الفاتيكان والكنائس المسيحية، إضافة إلى سلسلة التظاهرات التي كانت تخرج يومي الجمعة والأحد، باتجاه المنطقة المصادرة، والمنوي بناء جدار الفصل العنصري فيها.
وأشار نصار إلى أن المحكمة خضعت للضغط الجماهيري الفلسطيني والعالمي، وقررت وقف بناء الجدار في تلك المنطقة، والطلب من جيش الاحتلال البحث عن منطقة جديدة لتحويل مسار الجدار إليها، لافتاً إلى أنّ لجان "المقاومة الشعبية" لن تقبل بأي مسارٍ جديد، وستعمل على التصدي والوقوف في وجه مخططات الاحتلال، الرامية إلى التضييق على الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يستعد لفصل جنوب الضفة عن شمالها بحاجز "الكونتينر"
وكانت سلطات الاحتلال قررت في عام 2006 بناء جدار الفصل العنصري حول بلدة بيت جالا، والذي كان سيفصل دير الكريمزان ذا المكانة الدينية عند المسيحيين عن البلدة، إضافة إلى المدرسة والروضة التابعتين له، وكذلك الحيلولة دون وصول عشرات العوائل الفلسطينية إلى أراضيهم المزروعة بأشجار الزيتون والعنب.
والجدار أيضاً، بحسب نصار، كان سيفصل البلدة عن قرية الولجة (القريبة من الخط الأخضر)، وسيستولي على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ويفصل عدداً من أمكان العبادة الدينية للمسيحيين، الأمر الذي سيخنق تلك المنطقة ويقتل حيويتها، لافتاً إلى أن الجدار في البلدة وفي بيت لحم، أثر بشكل كبير على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وفصلها عن بعضها البعض بعنصرية وتعسفية.
وبلدة بيت جالا تقع على حدود مدينة القدس، في الشمال الغربي لمدينة بيت لحم، بلغت مساحتها قبل احتلال الضفة عام 1967 قرابة 17 ألف دونم، وبقي منها في الوقت الحالي 4500 دونم، 1500 منها مصنفةً بحسب اتفاقية أوسلو بتصنيف (C)، أي يسيطر عليها جيش الاحتلال ويديرها، وبقي لأهالي البلدة مساحة 3000 دونم، كان الجدار سيصادر جزءاً كبيراً منها.
اقرأ أيضاً: الاحتلال يجرف أراضي وادي فوكين غرب بيت لحم