تحت تلك المظلّة السوداء الكبيرة، كان الصبيّ يحاول الاحتماء من الأمطار التي راحت تنهمر غزيرة في الأمس، لدرجة أنّها كادت تغرق مخيّم كوتوبالونغ للاجئين الروهينغا في منطقة أوكيا البنغلادشيّة.
وهذا الصبيّ واحد من نحو 421 ألف لاجئ من الروهينغا وصلوا إلى بنغلادش منذ 25 أغسطس/ آب الماضي، بحسب ما أفادت آخر بيانات المنظمة الدولية للهجرة الصادرة أمس الثلاثاء في التاسع عشر من سبتمبر/ أيلول. كذلك، هو واحد من الروهينغا الذين فرّوا من ميانمار نحو جهات مختلفة، والذين حاولت الأمم المتحدة التوعية حول قضيّتهم من خلال فيلم رسوم متحرّكة يحكي عن إسحاق. وإسحاق هو لاجئ من الروهينغا هُجّر من ميانمار ولجأ إلى ماليزيا.
تجدر الإشارة إلى أنّ ذلك الفيلم أعدّ بمناسبة اليوم العالمي للسلام، الذي يُحتفى به غداً الخميس في الواحد والعشرين من سبتمبر/ أيلول الجاري. فالجمعية العامة للأمم المتحدة تخصّص هذا التاريخ لتعزيز المثل العليا للسلام في الأمم والشعوب وفي ما بينها.
وتأتي فعاليات اليوم العالمي للسلام - 2017 تحت عنوان "معاً للسلام: كفالة الاحترام والسلامة والكرامة للجميع". ويوضح المعنيّون أنّ الهدف من موضوع هذا العام هو الإضاءة على مبادرة "معاً" العالمية التي تعمل على "تعزيز الاحترام والسلامة لجميع الذين أُجبِروا على الفرار من منازلهم طلباً لحياة أفضل"، وذلك "في إطار شراكة عالميّة لدعم التنوّع ومناهضة التمييز وتعزيز تقبّل المهاجرين واللاجئين". بالتالي، فإنّ الصبيّ (الصورة) هو واحد من هؤلاء الذين يستهدفهم هذا اليوم العالمي. لكن، كيف نشرح السلام له؟
(العربي الجديد)