في مخيّم حسن شام للنازحين العراقيّين، يمضي المدنيّون المهجّرون من الموصل آخر أيّام العام الجاري. في وحول هذا المخيّم الواقع شرقيّ الموصل، يودّعون عاماً قبل أن يستقبلوا آخر جديداً. لا يدركون أنّهم يفعلون، إذ إنّ كلّ الأيام متشابهة بالنسبة إليهم.
في مخيّم حسن شام، الذي يأوي نحو 24 ألف نازح، يلعب الصغار في الشوارع الغارقة في الوحول، بعدما اختاروا أحذية جديدة تقيهم صقيع الشتاء. لكنّ تلك الأحذية البنفسجيّة والزرقاء والزهريّة والحمراء، سرعان ما تتحوّل بنيّة وقد غطّتها الوحول. أقدام هؤلاء الأطفال تغرق كذلك في الوحول وهم يساعدون أمهاتهم في المهام اليوميّة.
تفيد آخر بيانات جمعية الهلال الأحمر العراقي بأنّ أكثر من ثلاثة آلاف مدنيّ نزحوا من مدينة الموصل خلال الأيام الأخيرة. وأتى ذلك وسط ظروف سيّئة، جويّة وإنسانيّة. وفي هذا السياق، أوضح المسؤول في الجمعيّة إياد رافد، أنّ هؤلاء "نزحوا من أحياء الموصل الشرقيّة والجنوبيّة، وقد نقلوا بغالبيّتهم إلى مخيمات الخازر وحسن شام والجدعة". وشدّد رافد على أنّ الوضع الإنسانيّ في المخيّمات لا يقلّ سوءاً عن الأوضاع التي خبرها هؤلاء النازحون المدنيّون خلال عمليّة فرارهم من منازلهم.
تجدر الإشارة إلى أنّ الأمطار التي هطلت بكثافة خلال الأيام الماضية، فاقمت من معاناة النازحين في المخيّمات التي تفتقر بطبيعة الحال إلى الخدمات الأساسيّة.