اسمُها دارسي لين فارمر. فتاة أميركيّة "موهوبة". نفترض ذلك قبل أن نراها، طالما أنّها شاركت في برنامج المواهب الأميركيّة. فتاة (12 عاماً)، تحمل دمية متحرّكة على شكل أرنب، تُشغل ملايين المشاهدين في أميركا وخارجها، هي التي جعلت الدمية تتكلّم وتغنّي. موهوبة إذاً. صفةٌ ستكتسبها من أربعة أشخاص يؤلّفون لجنة الحكم، والجمهور، الذي يتأثّر حكماً بموقف لجنة الحكم. وفيديو "فارمر"، الذي شاركه كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، هو اعتراف بموهبة أيضاً.
هي، دون أطفال كثيرين، تملك موهبة عرضتها في برنامج للمواهب، قادر على نقلها إلى مرتبة عالمية. ماذا عن الأطفال الآخرين؟ أليست لديهم أيّة مواهب؟ وبسؤال آخر: كيف لنا اكتشاف مواهبهم؟
السؤال مُربك. في لبنان على سبيل المثال، قليلة هي المدارس التي تضمّ أساتذة كفوئين وقادرين على تحديد ميول الأطفال في عمر مبكّر. وإذا ما حصل ذلك، قد لا يكون في استطاعة المدرسة صقل مواهبهم بالضرورة. الأمر نفسه ينسحب على الأهل.
المدرّس أو المدرّسة الكفوءة ستقول إذا ما سألها الأهل عن طفلهم، إنّه لدى جميع الأطفال ما يميّزهم. هذه حقيقة نادراً ما تعترف بها مجتمعاتنا، لتغرق في المقارنة بين الأطفال والغيرة. أحياناً، وربّما غالباً، يفضّل ألّا تلتقي الأمّهات. معظمهن يبدأن بالأسئلة المتعلّقة بالأطفال، بهدف تقييم أطفالهن. بالنسبة إليهن، هذا مستحيل من دون فعل المقارنة.
كيف نكتشف الموهبة؟ ربّما علينا الأخذ في الاعتبار ما يحبّه الأطفال. وإن كانوا أطفالاً، إلّا أنّهم قادرون على الشعور والميل والحبّ والاختيار. وعلينا أن نعرض عليهم الخيارات. وحين نقول "علينا"، فهذا لا يتعلّق فينا كأهل فقط، بل كمنظومة مجتمعيّة. يفترض بالدول تأمين مساحات خضراء تتيح للأطفال اللّعب وممارسة الرياضة. هذه مثلاً قد تكون فرصة للاكتشاف. أمّا تعليم الموسيقى أو الرقص وغيرها على سبيل المثال، فيجب أن تكون متوفرة في جميع المدارس، خصوصاً الحكومية منها، من دون أن يكون الأهل مضطرين إلى دفع مبالغ إضافية.
هنا، في لبنان، وربّما الدول العربية، يدفع الأهل أموالاً طائلة لتسجيل أطفالهم في أنشطة تُتيح لهم التعبير عن أنفسهم، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم، وربّما اكتشاف مواهبهم. بعضهم يبذل جهداً مضاعفاً علّه يكتشف ما يميّز أطفاله.
تنصح معالجة نفسية تعمل في إحدى مدارس لبنان الأهل بأن يقبلوا أطفالهم كما هم. وهذا اعتراف بما يميّزهم، في حال قرّر الأهل رؤية هذا التميّز لديهم. لدى كلّ طفل ما يميّزه. أليست هذه حقيقة علمية؟ الحقّ إذاً على منظومة وتقاليد تكبت المواهب، إلّا إذا وجد من يتكلّم من أذنيه!
اقــرأ أيضاً
هي، دون أطفال كثيرين، تملك موهبة عرضتها في برنامج للمواهب، قادر على نقلها إلى مرتبة عالمية. ماذا عن الأطفال الآخرين؟ أليست لديهم أيّة مواهب؟ وبسؤال آخر: كيف لنا اكتشاف مواهبهم؟
السؤال مُربك. في لبنان على سبيل المثال، قليلة هي المدارس التي تضمّ أساتذة كفوئين وقادرين على تحديد ميول الأطفال في عمر مبكّر. وإذا ما حصل ذلك، قد لا يكون في استطاعة المدرسة صقل مواهبهم بالضرورة. الأمر نفسه ينسحب على الأهل.
المدرّس أو المدرّسة الكفوءة ستقول إذا ما سألها الأهل عن طفلهم، إنّه لدى جميع الأطفال ما يميّزهم. هذه حقيقة نادراً ما تعترف بها مجتمعاتنا، لتغرق في المقارنة بين الأطفال والغيرة. أحياناً، وربّما غالباً، يفضّل ألّا تلتقي الأمّهات. معظمهن يبدأن بالأسئلة المتعلّقة بالأطفال، بهدف تقييم أطفالهن. بالنسبة إليهن، هذا مستحيل من دون فعل المقارنة.
كيف نكتشف الموهبة؟ ربّما علينا الأخذ في الاعتبار ما يحبّه الأطفال. وإن كانوا أطفالاً، إلّا أنّهم قادرون على الشعور والميل والحبّ والاختيار. وعلينا أن نعرض عليهم الخيارات. وحين نقول "علينا"، فهذا لا يتعلّق فينا كأهل فقط، بل كمنظومة مجتمعيّة. يفترض بالدول تأمين مساحات خضراء تتيح للأطفال اللّعب وممارسة الرياضة. هذه مثلاً قد تكون فرصة للاكتشاف. أمّا تعليم الموسيقى أو الرقص وغيرها على سبيل المثال، فيجب أن تكون متوفرة في جميع المدارس، خصوصاً الحكومية منها، من دون أن يكون الأهل مضطرين إلى دفع مبالغ إضافية.
هنا، في لبنان، وربّما الدول العربية، يدفع الأهل أموالاً طائلة لتسجيل أطفالهم في أنشطة تُتيح لهم التعبير عن أنفسهم، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم، وربّما اكتشاف مواهبهم. بعضهم يبذل جهداً مضاعفاً علّه يكتشف ما يميّز أطفاله.
تنصح معالجة نفسية تعمل في إحدى مدارس لبنان الأهل بأن يقبلوا أطفالهم كما هم. وهذا اعتراف بما يميّزهم، في حال قرّر الأهل رؤية هذا التميّز لديهم. لدى كلّ طفل ما يميّزه. أليست هذه حقيقة علمية؟ الحقّ إذاً على منظومة وتقاليد تكبت المواهب، إلّا إذا وجد من يتكلّم من أذنيه!