خبر عاجل على إحدى الشاشات اللبنانية. يقول حرفياً: "أوميغا تيم، يقتحم مكتب الجزيرة في بيروت رداً على تصريحات فيصل القاسم". بهذه الخفة، تنقل القناة اللبنانية الخبر، بهذه الخفة تذيعه، وبهذه الخفة تحذفه عن شاشتها بعد دقائق إذ تبيّن أن لا اقتحام للمكتب.
بالفعل قررت مجموعة مجهولة، تدعى "أوميغا تيم" التوجّه إلى مكتب "الجزيرة" في قلب بيروت، وحاصرته، للاحتجاج على تغريدة مستفزة كتبها إعلامي في القناة في الدوحة. يبدو الخبر سريالياً.
الرد على تغريدة القاسم يوم أمس جاءت سريعة من كل الأطراف. الجميع رفض هذه التصريحات، حتى هؤلاء الذين يسجلون ملاحظات كثيرة على أداء الجيش اللبناني الأخير. لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة "للوطنيين" الذين قرروا أن العاملين في مكتب بيروت يجب أن يدفعوا الثمن. فتوجّهوا إلى بيروت، تجمهروا أمام المكتب، وهتفوا شاتمين القاسم، ومحيين الجيش اللبناني، ووصفوا القاسم بـ"الداعشي".
طبعاً لا يعرف هؤلاء بديهيات العمل الصحافي، لا يعرفون أن الحرية، حرية العمل الصحافي تحديداً لا تمسّ.لا يعرفون أن القاسم يعبّر عن رأيه الشخصي، الشخصي فقط. أو ربما يعرفون لكن يتجاهلون.
الشحن الطائفي و"الوطني" يكاد يقتلهم. يكاد يقتلنا جميعاً. يحاصرون المكتب، يشتمون المحطة والعاملين فيها. حصل ذلك في بيروت. في قلب بيروت.
لكن الأسوأ هو أن بعض الإعلام قرر المساهمة في هذا التهويل. قرر نشر خبر اقتحام المبنى، رغم أن ذلك لم يحصل، لكن لا بأس، ففي زمن "الوطنية" الطافحة علينا جميعاً يبدو أن كل شيء مباح.
مدير مكتب القناة في بيروت مازن إبراهيم أكد لـ "العربي الجديد" أن الاقتحام لم يحصل ولم تحصل حتى محاولة للدخول إلى المكتب، مؤكداً أن القوى الأمنية موجودة وأن المكتب يعمل بشكل طبيعي. "هم نحو عشرين شخصاً جاؤوا للتعبير عن رأيهم". التجمهر والهتاف، هذا كان الاستعراض. هذا كان فصل "حب الجيش" في قلب بيروت، أمام مكتب مؤسسة إعلامية.
بالفعل قررت مجموعة مجهولة، تدعى "أوميغا تيم" التوجّه إلى مكتب "الجزيرة" في قلب بيروت، وحاصرته، للاحتجاج على تغريدة مستفزة كتبها إعلامي في القناة في الدوحة. يبدو الخبر سريالياً.
الرد على تغريدة القاسم يوم أمس جاءت سريعة من كل الأطراف. الجميع رفض هذه التصريحات، حتى هؤلاء الذين يسجلون ملاحظات كثيرة على أداء الجيش اللبناني الأخير. لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة "للوطنيين" الذين قرروا أن العاملين في مكتب بيروت يجب أن يدفعوا الثمن. فتوجّهوا إلى بيروت، تجمهروا أمام المكتب، وهتفوا شاتمين القاسم، ومحيين الجيش اللبناني، ووصفوا القاسم بـ"الداعشي".
طبعاً لا يعرف هؤلاء بديهيات العمل الصحافي، لا يعرفون أن الحرية، حرية العمل الصحافي تحديداً لا تمسّ.لا يعرفون أن القاسم يعبّر عن رأيه الشخصي، الشخصي فقط. أو ربما يعرفون لكن يتجاهلون.
الشحن الطائفي و"الوطني" يكاد يقتلهم. يكاد يقتلنا جميعاً. يحاصرون المكتب، يشتمون المحطة والعاملين فيها. حصل ذلك في بيروت. في قلب بيروت.
لكن الأسوأ هو أن بعض الإعلام قرر المساهمة في هذا التهويل. قرر نشر خبر اقتحام المبنى، رغم أن ذلك لم يحصل، لكن لا بأس، ففي زمن "الوطنية" الطافحة علينا جميعاً يبدو أن كل شيء مباح.
مدير مكتب القناة في بيروت مازن إبراهيم أكد لـ "العربي الجديد" أن الاقتحام لم يحصل ولم تحصل حتى محاولة للدخول إلى المكتب، مؤكداً أن القوى الأمنية موجودة وأن المكتب يعمل بشكل طبيعي. "هم نحو عشرين شخصاً جاؤوا للتعبير عن رأيهم". التجمهر والهتاف، هذا كان الاستعراض. هذا كان فصل "حب الجيش" في قلب بيروت، أمام مكتب مؤسسة إعلامية.
أما فيصل القاسم من جهته فلم يعلق على محاولة اقتحام مكتب بيروت، لكنه تابع هجومه على الجيش اللبناني. ما اضطر المزيد من المغردين اللبنانيين الرد عليه.
أما على مواقع التواصل الاجتماعي فاختلفت ردود فعل اللبنانيين، منهم من كتب أن ما يفعله هؤلاء لا يمثل أحداً، لا يمثل اللبنانيين ولا يمثل الجيش اللبناني. فيما رحّب آخرون بذلك، مشجعين على الاعتداء على المكتب.
يحصل كل ذلك في فضاء افتراضي، كلام كثير يقال، لكنه يبقى كلاما افتراضيا... فاتركوا المعركة افتراضية، اتركوا الإعلام في حاله.