مع بدء عملية "عاصفة الحزم" قبل نحو أسبوع، وفرض حظر جوي وبحري على اليمن، وجد آلاف اليمنيين أنفسهم عالقين في مطارات العديد من الدول العربية والأجنبية، وعلى رأسها مصر والأردن والسعودية والهند وتركيا وغيرها. علي العودي (57 عاماً) هو أحد الذين علقوا في الأردن بعدما ألغيت رحلة سفره إلى بلاده عقب بدء عمليات "عاصفة الحزم". وجد نفسه مضطراً إلى تمديد إقامته، علماً أنه يفضل العودة على الرغم من العمليات العسكرية. على الأقل، سيكون في بيته ومع عائلته. يرى أنه في ظروف كهذه، عادة ما تتكاتف العائلات مع بعضها البعض. ذهب إلى الأردن بهدف علاج زوجته.
يشرح: "كنت أعتزم العودة إلى البلاد لولا الأحداث الأخيرة. اليوم، أخسر كثيراً من المال بسبب بقائي وزوجتي في الأردن"، مشيراً إلى أن الأسعار مرتفعة هناك، والمال الذي في حوزته بالكاد سيكفيه لأسبوع. ويؤكد لـ "العربي الجديد" أن كثيراً من اليمنيين ذهبوا إلى سفارة اليمن في عمّان، لكنها لم تقدم لهم شيئاً، مضيفاً أن وضع زوجته الصحي لا يسمح بعودته براً عن طريق المملكة العربية السعودية.
الأمر عينه ينطبق على أسرة عبير الصليحي، التي سافرت قبل أسابيع إلى مصر بهدف العلاج أيضاً، وها هم اليوم عالقون فيها. تقول لـ "العربي الجديد": "يعيش والداي في القاهرة على نفقتهما الخاصة"، مشيرة إلى أنهما "طلبا مني تحويل مبلغ من المال من أجل تغطية تكاليف معيشتهما"، لكنها لم تتمكن من ذلك لأن "التحويل ممنوع"، ما اضطرهما إلى الاستدانة من أقارب لهم في السعودية. أما الطالب ماهر القزحي الذي يدرس في الهند، فيبدو مستاء بسبب الحظر الجوي الذي منعه من العودة إلى اليمن لقضاء إجازته السنوية، مشيراً إلى أن "مئات اليمنيين المقيمين في الهند لم يستطيعوا العودة" .
وفي ما يتعلق بالجهود الرسمية المبذولة لإعادة اليمنيين إلى بلادهم، يقول مسؤول شؤون المغتربين في مصر وشمال أفريقيا إبراهيم الجهمي إننا "شكلنا لجنة طوارئ للبحث مع المنظمات الدولية لإيجاد وسائل آمنة ومناسبة لعودة اليمنيين إلى بلادهم"، مؤكداً أن الوضع المالي لغالبيتهم صعب للغاية.
ويشير الجهمي إلى "عدم وجود أرقام دقيقة تبيّن عدد اليمنيين العالقين في مطارات ودول العالم"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن اليمنيين العالقين في مصر يقدّرون بنحو ألفي شخص. ويوضح أن نحو مائتين وخمسين يمنياً كانوا قد سافروا من مصر إلى بلادهم، لكن الطائرة هبطت في جيبوتي بعد تحذيرها.
ويتمركز غالبية اليمنيين العالقين في مطارات العالم، بحسب الجهمي، في كل من الأردن والهند وماليزيا وتركيا وإيطاليا والصين وروسيا والامارات. في المقابل، يوجد العديد من الأجانب العالقين في اليمن، والذين ما زال كثير منهم عاجزين عن العودة إلى بلادهم، باستثناء 200 موظف أممي نُقلوا إلى جيبوتي بعد اتصالات مكثفة مع السلطات السعودية.
من جهة أخرى، أدى الحظر الجوي إلى تكبّد وكالات السفر والسياحة في اليمن خسائر كبيرة، ما اضطرها لإغلاق مكاتبها وتسريح الموظفين.
في السياق، يؤكد صاحب وكالة "جو ترافل" للسفريات والسياحة عصام الزقري لـ "العربي الجديد" أنه تكبّد خسائر كبيرة جراء الحظر الجوي على اليمن، ويشير إلى أنه اضطر لتسريح الموظفين الذين يعملون معه.
ويلفت الزقري إلى تضرر جميع الشركات ووكالات السفر، وخسارتها مبالغ كبيرة جراء الحظر الجوي والبحري المفروض على اليمن، آملاً في "فك هذا الحصار الذي يعطّل مصالح اليمنيين". وتُقدّر أعداد وكالات السفر والسياحة في اليمن بأكثر من ألف وكالة، ويعمل فيها آلاف المواطنين من الجنسين.