وبعد فترة من السبات الفني احتجبت خلالها شركات إنتاج كبرى مثل "روتانا" و"بلاتنيوم" و"مزيكا" بسبب الأزمات السياسية العربية، وتوقفت عن طرح ألبومات جديدة، لجأت هذه الشركات وغيرها من المنتجين إلى الخدمات الرقمية التكنولوجية؛ لكسر جمود الساحة الفنية. ساحات لم يغب عنها نجوم الصفّ الأول في الغناء، ممن اعتمدوا على الحفلات الخاصّة وأغنيات المناسبات وبرامج اكتشاف المواهب ليشتغلوا، بعدما أدركوا أنّهم قد يسقطون في وادي النسيان.
الطريقة الجديدة هي الأنجح حتّى الآن: يوتيوب. حلّ جيد في سبيل توفير بعض نفقات التسويق، كون صفحات الموقع العالمي الشهير تروّج لنفسها جيدا، خصوصاً أنّ صفحاتها تعدّ الأعلى تداولا بين جيل الشباب، تحديداً الشباب العرب الذين تستهدفهم بالدرجة الأولى شركات الإنتاج.
إذ تعتمد شركة "مزيكا" للإنتاج الفني، لصاحبها المنتج المعروف محسن جابر، على "يوتيوب" للترويج لأغنيات مطربيها، كما فعلت مؤخرا مع جديدي المطربة آمال ماهر والمطرب تامر عاشور، فطرحت لآمال أغنية "بحبك" من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان وليد سعد وتوزيع موسيقي توما، وطرحت لتامر أغنية "ما ليش حلّ" من ألحان تامر نفسه وكلمات نادر عبد الله وتوزيع موسيقي لآسر. هكذا صارت "مزيكا" تعتمد على قناة يوتيوب الخاصة بها لجلب الإعلانات التي يعتمدها الموقع على الفيديوهات الأكثر انتشارا، ما يعود على الشركة بمردود مالي، قبل طرح الأغنية على صفحات مواقع الأغنيات.
على المنوال نفسه سارت شركة "بلاتينيوم" التي تملكها مجموعة mbc، مع أوّل إنتاجاتها للفنانة الإماراتية أحلام، إذ اعتمدت على يوتيوب من خلال صفحة الشركة الرسمية للترويج لألبومها الجديد "أتحداك". كذلك طرحت إعلانات ترويجية لألبوم وأغنية "ملهوفة لصوتك" في خطوة تكنولوجية فنية جديدة. إذ تعدّ الحملة التي بدأت قبل طرح الألبوم بأسبوعين من أضخم الحملات التسويقية لأيّ إنتاج فني على مواقع التواصل الاجتماعي منذ انتشارها عربيا.
ورغم أن شركة روتانا، تعتمد الأسلوب نفسه في الترويج لألبومات مطربيها، إلا أنّها تبدأ في مواقع تحميل الأغنيات العربية مثل "أنغامي" و"أي تيونز" المدفوعة مسبقا. وتعدّ هذه المواقع، بالتوازي مع يويتوب، مصدر دخل هاما وأساسيا، بعد تحوّل إنتاجات المطربين إلى العالم الرقمي. وهذا ما قدمته "روتانا" خلال الأسابيع الماضية في "ميني ألبومي" للفنان الكويتي عبد الله الرويشد والفنان السعودي ماجد المهندس.
تدرك شركات الإنتاج أنّ معاناتها مع قراصنة الأغنيات لن تنتهي، لذلك تلجأ دائما إلى ابتداع طرائق جديدة، تضمن من خلالها الحصول على إيرادات لتبقى على قيد الحياة.