19 يوليو 2019
يوسف زيدان والتفكير البارانويدي
أحمد البهائي (مصر)
التفكير البارانويدي مرض نفسي خطير مُزمن، فالمصاب به دائما وأبدا يشكك في الثوابت، ويفسر الواقع بطريقة غير طبيعية تأتي على هواه ويشكله وفق هواه الغريزي.
ومن سمات هذا المرض وجود اعتقادات غير مبنية على الواقع والتفكير في أشياء غير حقيقية، ومع ذلك تكون قدرة المريض على التفكير والقيام بما عليه في الحياة اليومية من أعمال ومهام وغيرها أفضل وعلى ما يرام ، ولا يعاني من مشكلات في الذاكرة والتركيز وفتور العواطف بل على العكس تماما قد يمتلك ثقافة عالية وعلى درجة عالية من الدهاء، فهذا المرض خطير وقد يستمر مدى الحياة، ويؤدي إلى العديد من المضاعفات والسلوكيات التي تضر المصاب به وتضر المجتمع معا، والتي منها: لا يقبل النقد والنقاش حول ما يعتقد به، التصلب في الرأي حتى لو أدى الى إنكار الثوابت، القدرة الهائلة على الكذب، التمركز حول الذات فقط، عدم مراعاة شعور الآخرين والتعالي والغطرسة والشعور بالفوقية والعظمة، ينتقد الآخرين بكل قسوة بينما هو لا يتقبّل أي نقد أو توجيه..
لهذا، كان علينا ألا نتعجب عندما شكك يوسف زيدان في الثوابت (النص الالهي) وتطاول على رموزنا التاريخية والإسلامية والوطنية، والتي بدأها بالتشكيك في رحلة الإسراء والمعراج ليأتي علينا بخرافات وخزعبلات من صنع خياله وخيال من قرأ لهم .
كلما أشاهد يوسف زيدان أترحم على أستاذي الدكتور نصر حامد أبو زيد، فهناك فرق شاسع بينهما، فأبو زيد لم يقل مثل ما قال زيدان، فلم يشكك في الثوابت، ولم يتطاول على الرموز، كل ما نادى به هو إعادة النظر في بعض تفاسير النص وزاد على البعض الآخر بهدف إصلاحها لتواكب العصر، ومع ذلك أفتوا بكفره وفصلوه من عمله وعن زوجته، ونفي اختياريا، ليموت قهرا.
لأنه لم يجد من يوقفه هذه المرة، تطاول يوسف زيدان على النص الإلهي ليحرّف فيه كما يشاء، عندما أشار أنّ كل قراءة للنص لها معنى ومدلاول آخر مختلف عن الآخر، مستنداً إلى قراءة "إذا جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا"، والتي كما في النص "فتبينوا"، لنقول هل المعنى مخالف بين فتثبتوا وفتبينوا؟ لنأتي إلى ما بعدها "أن تصيبوا قوما بجهالة" ليؤكد ثبات المعنى، وكأن زيدان اختار الأية بعناية ليثبت سطحيته وجهله، الاختيار هنا ليس قراءة كما يدعي بل تحريف، فالقراءة تقوم على النحو الكتابي المعتمد على الحركات بنوعيها، فالإعراب ظاهرة مصنوعة طغت على كل ظواهر لغتنا من نفي وإثبات وإرشاد وخبر وتعجب واستفهام وغيرها لتأكيد دلالة الكلمة.
وصف صلاح الدين الايوبي بأحقر شخصية في التاريخ، مع العلم أنّ ما قام به صلاح الدين في زمانه من تغيير الخطاب الديني وتطهير الأزهر من الكتب ومجلدات الهدامة وليس كما يدعي هو، هذا هو ما يدعو إليه ويطالب به يوسف زيدان الآن في جميع كتاباته ولقاءاته، وما يجهله زيدان أن صلاح الدين له الكثير من الصفحات المضيئة، والكثير من المراجع في المكتبات والجامعات الأوروبية العريقة، تعتبر صلاح الدين قائد عظيم وشخصية غير عادية، بل يصفون قادة الحملات الصليبية بالبرابرة والهمج وقطاع طرق. هنا سؤال يطرح نفسه: هل يا ترى لو صلاح الدين ترك الأزهر شيعيا وأصحابه بجلاليب وعمائم سوداء، هل كان يستطيع يوسف زيدان أن يتحدث ويشكك ويتطاول كما يتحدث الآن؟
ما نخشاه، أن يخرج علينا زيدان في المرة المقبلة مشكّكا في هجرة الرسول، أو أن يقول أن قبول أهل المدينة واستقبالهم للمهاجرين كان تحت السلاح أو ليس هناك ما يسمى فتح مكة أو.. لو كانت الحرية التي نطالب بها تؤدي إلى تلك النماذج الشاذة المريضة الهدامة نقولها بملء الفم: لا نريدها تلك الحرية.
ومن سمات هذا المرض وجود اعتقادات غير مبنية على الواقع والتفكير في أشياء غير حقيقية، ومع ذلك تكون قدرة المريض على التفكير والقيام بما عليه في الحياة اليومية من أعمال ومهام وغيرها أفضل وعلى ما يرام ، ولا يعاني من مشكلات في الذاكرة والتركيز وفتور العواطف بل على العكس تماما قد يمتلك ثقافة عالية وعلى درجة عالية من الدهاء، فهذا المرض خطير وقد يستمر مدى الحياة، ويؤدي إلى العديد من المضاعفات والسلوكيات التي تضر المصاب به وتضر المجتمع معا، والتي منها: لا يقبل النقد والنقاش حول ما يعتقد به، التصلب في الرأي حتى لو أدى الى إنكار الثوابت، القدرة الهائلة على الكذب، التمركز حول الذات فقط، عدم مراعاة شعور الآخرين والتعالي والغطرسة والشعور بالفوقية والعظمة، ينتقد الآخرين بكل قسوة بينما هو لا يتقبّل أي نقد أو توجيه..
لهذا، كان علينا ألا نتعجب عندما شكك يوسف زيدان في الثوابت (النص الالهي) وتطاول على رموزنا التاريخية والإسلامية والوطنية، والتي بدأها بالتشكيك في رحلة الإسراء والمعراج ليأتي علينا بخرافات وخزعبلات من صنع خياله وخيال من قرأ لهم .
كلما أشاهد يوسف زيدان أترحم على أستاذي الدكتور نصر حامد أبو زيد، فهناك فرق شاسع بينهما، فأبو زيد لم يقل مثل ما قال زيدان، فلم يشكك في الثوابت، ولم يتطاول على الرموز، كل ما نادى به هو إعادة النظر في بعض تفاسير النص وزاد على البعض الآخر بهدف إصلاحها لتواكب العصر، ومع ذلك أفتوا بكفره وفصلوه من عمله وعن زوجته، ونفي اختياريا، ليموت قهرا.
لأنه لم يجد من يوقفه هذه المرة، تطاول يوسف زيدان على النص الإلهي ليحرّف فيه كما يشاء، عندما أشار أنّ كل قراءة للنص لها معنى ومدلاول آخر مختلف عن الآخر، مستنداً إلى قراءة "إذا جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا"، والتي كما في النص "فتبينوا"، لنقول هل المعنى مخالف بين فتثبتوا وفتبينوا؟ لنأتي إلى ما بعدها "أن تصيبوا قوما بجهالة" ليؤكد ثبات المعنى، وكأن زيدان اختار الأية بعناية ليثبت سطحيته وجهله، الاختيار هنا ليس قراءة كما يدعي بل تحريف، فالقراءة تقوم على النحو الكتابي المعتمد على الحركات بنوعيها، فالإعراب ظاهرة مصنوعة طغت على كل ظواهر لغتنا من نفي وإثبات وإرشاد وخبر وتعجب واستفهام وغيرها لتأكيد دلالة الكلمة.
وصف صلاح الدين الايوبي بأحقر شخصية في التاريخ، مع العلم أنّ ما قام به صلاح الدين في زمانه من تغيير الخطاب الديني وتطهير الأزهر من الكتب ومجلدات الهدامة وليس كما يدعي هو، هذا هو ما يدعو إليه ويطالب به يوسف زيدان الآن في جميع كتاباته ولقاءاته، وما يجهله زيدان أن صلاح الدين له الكثير من الصفحات المضيئة، والكثير من المراجع في المكتبات والجامعات الأوروبية العريقة، تعتبر صلاح الدين قائد عظيم وشخصية غير عادية، بل يصفون قادة الحملات الصليبية بالبرابرة والهمج وقطاع طرق. هنا سؤال يطرح نفسه: هل يا ترى لو صلاح الدين ترك الأزهر شيعيا وأصحابه بجلاليب وعمائم سوداء، هل كان يستطيع يوسف زيدان أن يتحدث ويشكك ويتطاول كما يتحدث الآن؟
ما نخشاه، أن يخرج علينا زيدان في المرة المقبلة مشكّكا في هجرة الرسول، أو أن يقول أن قبول أهل المدينة واستقبالهم للمهاجرين كان تحت السلاح أو ليس هناك ما يسمى فتح مكة أو.. لو كانت الحرية التي نطالب بها تؤدي إلى تلك النماذج الشاذة المريضة الهدامة نقولها بملء الفم: لا نريدها تلك الحرية.
مقالات أخرى
03 مايو 2019
21 ابريل 2019
07 مارس 2019