‏"فورين بوليسي": إيران تبحث عن نفوذ في مالي

20 اغسطس 2015
إيران تبحث عن موطئ قدم في غرب أفريقيا (الأناضول)
+ الخط -
ضمن المسلسل المتواصل لشد الحبل والتنافس بين إيران والمملكة العربية السعودية، ذكر مقال لـ "فورين بوليسي" أن الحروب ‏بالوكالة بين البلدين انتقلت إلى دولة مالي، موضحة أن طهران بدأت تتخد المدارس، والمساجد، والمراكز الثقافية، أماكن جديدة ‏لكسب قلوب وعقول الأفارقة.‏


مقال "فورين بوليسي" استعرض من البداية مؤسسة تعليمية أقامتها طهران بضواحي باماكو، ويدرس داخلها 180 طالبا علوم ‏الدين، والتاريخ، والفلسفة، واللغتين العربية والفارسية، فضلا عن ديانات العالم، موضحا أن هؤلاء الطلبة يتلقون تعليمهم مجانيا، ‏علاوة على ثلاث وجبات في اليوم.

كما أبرز المقال أن ذلك يتم تحت أعين المرشد السابق للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله ‏الخميني، انطلاقا من الصورة الكبيرة التي وضعت له داخل مكتبة "مدرسة المصطفى الدولية".‏

ولفت المقال إلى أن هؤلاء الطلبة يشكلون جزءا من الطائفة الشيعية محدودة العدد داخل مالي، إذ لا يتجاوز عددهم 10 آلاف ‏أسرة مالية، داخل بلاد يتبع فيها المذهب السني 95 في المئة من مجمل السكان البالغ عددهم 15 مليونا.‏

وأوضح المقال أن هذا الحضور الإيراني غير المعتاد بات مصدر قلق بالنسبة للسعودية، مبرزا أن منطقة غرب أفريقيا عرفت ‏على امتداد التاريخ بتسامحها إزاء الاختلاف الديني، وأنها لم تشهد ظهور خلافات طائفية حتى وقت قريب.

ولفت إلى أن مالي، ‏التي باتت تحتضن مؤسسات تعليمية مرتبطة بإيران، تحولت الآن إلى نقطة صراع  لا سيما ‏بعدما كشفت الوثائق الدبلوماسية السعودية، التي سربها موقع "ويكيليكس" بداية هذا الصيف، وجود مساع لدى الرياض لتمويل ‏مؤسسات تعليمية منافسة، ومساجد ومراكز ثقافية.‏

كما ذكر المقال أنه لم يتضح بعد عدد المؤسسات التعليمية والجامعية المرتبطة بالجمهورية الإسلامية، ومدى درجة قوة تلك ‏الروابط. وأضاف أنه لا توجد أية أدلة تشير إلى أن تلك المؤسسات تندرج ضمن خطة تبذلها سلطات طهران من أجل حث ‏الماليين على اعتناق المذهب الشيعي.

في المقابل، أبرز المقال أن المسؤولين داخل المركز الثقافي الإيراني بباماكو رفضوا تقديم ‏أية تفاصيل حول عدد المؤسسات التعليمية المرتبطة بالمركز، وأبرز أن صحيفة سعودية تحدثت في السابق عن إدارة المركز لـ ‏‏10 مدارس بمالي، وشدد على أن مصادر أخرى تتحدث عن عدد يقارب 13 مؤسسة.‏

اقرأ أيضاً: إيران تقلّص موازنة الحلفاء في لبنان: نتائج سياسية وعسكرية