تتواصل ردود الفعل والتعليقات على قرار محافظ القاهرة المهندس عاطف عبد الحميد، أول من أمس، بفرض غرامة قدرها 10 آلاف جنيه على كل من يتم ضبطه يرش الشوارع بالمياه، أو يغسل السيارات بمياه الشرب، رافعاً شعار "رشّ الميه عداوة".
وتداول الإعلام تعليقات وتصريحات اعتبرت أن القرار فاشل حكماً، إذ سبق لكثير من المحافظين في مصر أن أعلنوا عن قرارات مشابهة خلال السنوات الماضية، بعد أزمة "سد النهضة الإثيوبي"، لكنها ظلت حبراً على ورق.
كذلك سبق لمحكمة مصرية أن أصدرت قراراً بالحبس والغرامة يطاول كل من يرش الشوارع بالمياه، لكنه لم ينفذ على أرض الواقع.
ويأتي قرار محافظ القاهرة، في الوقت الذي تواجه فيه المحافظات المصرية انقطاعاً في مياه الشرب يصل إلى ساعات وأيام أحياناً، فضلاً عن أزمة نقص مياه الري التي أدت إلى بوار مساحات من الأراضي، وتقليص زراعة الأرز والقصب في المحافظات، بحجة أن المحصوليْن يحتاجان لنسب عالية من المياه.
وتجاه تلك الأزمة، استخدمت الحكومة المصرية منابر المساجد وعلماء الدين للتحذير من خطورة الإسراف في المياه. ووصل الأمر إلى حد اتهام علماء وزارة الأوقاف المصرية من يسرف في استخدام المياه بـ"خيانة الأمانة" بين الدولة والمواطن، وأنه حرام من الناحية الشرعية.
وذكرت مصادر إعلامية أن مصر تمر بأزمة حقيقية في المياه، لا سيما مع اقتراب اكتمال بناء سد النهضة الإثيوبي، الذي يهدد حصة مصر من المياه البالغة 55 مليار ليتر مكعب سنوياً، وبانخفاض نصيب الفرد في العام إلى 600 ليتر مكعب، مع احتمال انخفاضه خلال السنوات المقبلة إلى 300 ليتر مكعب فقط.
وبينت المصادر أن تلك الأزمة معرضة للتفاقم في حال شرعت إثيوبيا في تخزين المياه، مؤكدة أن هناك فجوة غذائية في مصر تصل إلى سبعة مليارات دولار سنوياً، ناتجة عن الفرق بين ما تحتاجه من الغذاء وما تستورده.
Twitter Post
|
ويشار إلى أن نقص المياه في نهر النيل ظهر خلال العام الجاري، نتج عنه ظهور الجزر الرملية في عدد من المحافظات والتي أدت إلى توقف البواخر النيلية، خصوصاً بين أسوان والأقصر، وأنه مع قدوم موسم الصيف سيشعر المصريون بالعجز المائي الكبير في البلاد مع الطقس الذي يحتاج الناس خلاله للكثير من الماء.
من جهة أخرى، طالب مراقبون من الحكومة بضرورة رش الشوارع بالمياه غير الصالحة للشرب قبل كنسها وتنظيفها، مشيرين إلى أنها إحدى الوسائل المعتمدة لمقاومة الأتربة التي تعد مصدراً للكثير من الأمراض مثل الربو وأمراض الرئة والصدر. كما أن الحرارة التي ترتفع في الصيف، تضطر الأهالي لرش الشوارع للتخفيف من الحرّ الشديد الذي يؤثر سلباً على حياتهم.