يدرك لاعب كرة القدم في مرحلة عمرية معينة أنها حانت لحظة التقاعد، وفقاً لما قاله الظاهرة البرازيلي رونالدو في المؤتمر الصحافي الوداعي: "عقلي يريد الاستمرار في اللعب، لكن جسدي يرفض ذلك"، وكبر السن، كثرة الإصابات، ضعف اللياقة، الرغبة في الاسترخاء... كلها عوامل تعجل بقرار الاعتزال لدى اللاعب.
ويضع اللاعب في تلك الفترة في اعتباره الاتجاه إلى عمل آخر، قد يكون مرتبط بكرة القدم، مثل التدريب أو تحليل المباريات أو الإدارة، لكن البعض قرر التمرد على المنطق، والاتجاه إلى مهن أخرى بعيدة تماماً عن عالم كرة القدم وعن الرياضة بشكل عام، إذ يسرد هذا التقرير أكثر تلك الحالات جنوناً.
1 -الليبيري جورج وياه:
أسطورة كرة القدم الليبيري، واللاعب الأفريقي الوحيد الذي توج بالكرة الذهبية عام 1995 وأحد أبرز النجوم التاريخيين لنادي ميلان الإيطالي، بعد اعتزال اللعب قام بتأسيس حزب سياسي في بلاده، وترشح لانتخابات الرئاسة، لكن شعبيته الجارفة لم تشفع له للفوز أمام منافسه إلين جونسون، بعد الخسارة ظل مرتبطاً بالسياسة، لكنها لم تعد من أولوياته، ويقوم بتحليل بعض المباريات لصالح قنوات (بي إن سبورت) حالياً.
2 – البرازيلي روماريو:
اتجه أسطورة منتخب البرازيل، بطل مونديال 1994 بالولايات المتحدة، إلى السياسة بعد الاعتزال، على نفس المنوال، حيث أصبح نائباً برلمانياً شهيراً، ومعارضاً لاذعاً، حقق رقماً قياسياً بالحصول على 5 ملايين صوت في ولاية ريو دي جانيرو في الانتخابات البرلمانية، ويتطلع لرئاسة البرازيل مستقبلاً، وتميز بلهجته الحادة وانتقاداته الشديدة للمسؤولين الحكوميين وأعضاء الاتحاد البرازيلي للعبة.
3-الجزائري أحمد بن بلة:
أول رئيس جزائري بعد الاستقلال وأحد رموز ثورتها، كان قد التحق في شبابه بالخدمة العسكرية الإجبارية في فرنسا، وهناك لعب عدة مباريات لفريق أولمبيك مارسيليا في مطلع الأربعينيات، عرض عليه البقاء، لكنه قرر العودة إلى بلاده، وإنهاء مسيرته الكروية للتفرغ للسياسة، حتى تقلد منصب الرئيس عام 1963.
4-الإسباني جايزكا ميندييتا:
ومن السياسة إلى الفن، حيث قرر ميندييتا، أحد أشهر اللاعبين في تاريخ إسبانيا، والعنصر الأبرز في الجيل الذهبي لفريق فالنسيا، بعد الاعتزال الاتجاه إلى العمل في الملاهي الليلية وصالات الرقص كمنسق للأغاني (دي جي)، وهو حلم شخصي منذ صغره قام بتأجيله حتى انتهى مشواره الرياضي.
5 -الأرجنتيني مونو بورجوس:
الأرجنتيني "المجنون" وحارس مرمى ريفر بليت، ثم مايوركا وأتلتيكو مدريد الإسبانيين، اتجه بعد الاعتزال في 2004 إلى موسيقى الروك، وأسس بعض الفرق الموسيقية، واتخذ الشكل التقليدي لمطرب الروك بشعره الكثيف وصدره العاري، ويعمل حالياً كمساعد لمواطنه دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو.
6-المصري أحمد صلاح حسني:
من المنطقة العربية يبرز اسم المهاجم المصري السابق، الذي لعب للأهلي والإسماعيلي، واحترف في شتوتجارت الألماني وجينت البلجيكي وهانزو الصيني، ولعب لمنتخب مصر في أمم أفريقيا 2002، اتجه بعد الاعتزال إلى مجال التلحين، وتعامل مع عدد من أشهر المغنيين المصريين والعرب مثل عمرو دياب ومحمد حماقي.
7 –الكولومبي تينو أسبريا:
وبعيداً عن الفن، إلى "الشطحات" الغريبة، حيث قرر أسبريا أحد أفراد الجيل الذهبي الأول لمنتخب كولومبيا في مونديال 1994، ومهاجم نيوكاسل الإنجليزي وبارما الإيطالي، الذي شارك في مونديال فرنسا 1998 أيضاً، الانتقال إلى عالم الأفلام الإباحية، كما ظهر عارياً تماماً في بعض المجلات الشهيرة، وأطلق خطىً لإنتاج الواقيات الذكرية.
8-السويدي توماس برولين:
نجم منتخب السويد في مونديال 1994 والذي قاد فيه بلاده للتتويج بميدالية برونزية وسجل خلاله 3 أهداف، ترك كرة القدم ليتفرغ لإدارة شركات متنوعة، لتصنيع الأحذية وأجهزة الكمبيوتر، كما أدار سلسلة مطاعم، وعمل في مجال الموسيقى لبعض الوقت.
9-الإنجليزي بريت أنجل:
لا يحتفظ كثير من اللاعبين بأرصدة وفيرة من المال في البنوك عند الاعتزال، كحال بريت أنجل الذي لعب حوالى 20 عاماً لعدد كبير من الأندية الإنجليزية، أبرزها إيفرتون وسندرلاند، لكنه اضطر للعمل في "سوبر ماركت" بسبب ضائقة مادية، قبل أن تتاح له فرصة العمل كمدرب في نيوزيلاندا.
10-الأميركي تشيس هيلجنبرينك:
لاعب أميركي واعد تنبأ له كثيرون بمستقبل مشرق، انهالت عليه العروض من أندية إنجليزية مرموقة وبمبالغ قياسية، لكنه قرر في سن مبكر الابتعاد عن الكرة والتفرغ للعبادة، وأصبح راهباً في إحدى الكنائس بالولايات المتحدة عام 2008.