يقدر خبراء حجم سوق الإعلانات، في الإمارات العربية المتحدة بـ 1.9 مليار دولار، مرشحاً للنمو بصورة كبيرة، خصوصاً مع استعدادات دبي لاستضافة معرض "إكسبو 2020"، وزيادة الإقبال على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
استقطاب الوكالات الدولية
وتساعد مدينة دبي للإعلام، والمنطقة الحرة الإعلامية بأبوظبي، في تطور القطاع الإعلاني عبر استقطاب الوكالات الدولية ومحطات التلفزيون العالمية والإقليمية، في رفع حصة الإمارات من الإعلانات لتتبوأ المركز الأول خليجياً. وأصبحت دبي مركزاً لتوزيع الحصص الإعلانية على عدد من الدول المجاورة لها كسلطنة عمان والبحرين والسعودية، نظراً لتواجد الوكالات العالمية في مدينة الإعلام.
ومنذ الإعلان عن استضافة الإمارات لمعرض "إكسبو" الدولي بعد خمس سنوات، زاد الطلب على قطاع اللوحات والتصميمات الإعلانية، بحسب ما صرح به رئيس مجلس إدارة شركة إعلانية، عبدالرحمن فلكناز، وتشجعت رؤوس الأموال في الولوج إلى القطاع الذي حقق نمواً بنسبة 10% خلال عام 2014.
ويقول فلكناز لـ"العربي الجديد": "بالنظر إلى حجم الاستثمارات في مشاريع البنية التحتية، المرتبطة بمعرض إكسبو 2020، نجد أنها تبلغ بحسب تقديرات "دويتشه بنك" نحو 43 مليار دولار، وذلك للتحضير لاستضافة الحدث. مما يفتح آفاقاً جديدة للقطاع في ظل هذه المشاريع الجديدة، التي يتوقع استكمالها خلال الأعوام المقبلة، حيث ستجني سوق اللوحات الإعلانية والطباعة ثمار هذه الموجة الجديدة من المشاريع العقارية والبنية التحتية، وسوف يسجل القطاع نمواً ملموساً، وهو ما يعد مؤشراً إيجابياً للغاية".
ويضيف فلكناز: "أن الإمارات حريصة على تطوير سوق الإعلانات ليس في الداخل فحسب، بل في المنطقة العربية ككل، ومن هذا المنطلق استقبلت الدولة، وسهلت العمل للجمعية الدولية للإعلان والجمعية الخليجية للإعلان، وتشارك بفعالية في كافة المبادرات الرامية إلى تنظيم العمل الإعلاني المهني".
تعدد الجنسيات يخدم سوق الإعلانات
وفي السياق، يقول خبير التسويق، راشد الرميثي، إن سوق إعلانات الطرق في الإمارات تنمو سنوياً بمعدلات قياسية، ولعل ذلك راجع إلى زيادة أماكن الترفيه والمجمعات التجارية العملاقة، ورغبة الكثير من المواطنين والمقيمين في قضاء أطول خارج منازلهم.
ويضيف الرميثي: "هناك تركيز على إعلانات الطرق في دبي تحديداً، والتي تتميز بكونها إمارة سياحية من الدرجة الأولى وجاذبة لمختلف الجنسيات، وتضم مشاريع عملاقة ومحلات للماركات العالمية".
ويوضح الرميثي عن التقسيم القطاعي للمتنافسين على إعلانات الطرق، بأن قطاع السيارات يستحوذ على نصيب الأسد بنسبة تتراوح بين 40-50%، يليه قطاع المواد الاستهلاكية بـ 20% إلى 30% ثم قطاع المصارف بـ 20%. ويؤكد الرميثي أن السوق في دبي تتميز بالديناميكية والابتكارية في التصميم وطرق العرض، وذلك من أجل تلبية رغبات المستهلكين، وفي نفس الوقت تحقيق العائد المرجو من الإعلان للمستثمرين وأصحاب المنتجات المعروضة.
ويستطرد الرميثي: "ومع أهمية إعلانات الطرق التي تستحوذ على 16% من جملة الاستثمارات في القطاع، لا يزال الإعلان في الصحف والمجلات يحظى باهتمام خاص، فقد استقطبت الصحف نحو 57.5%، أما المجلات فكان نصيبها 14% من جملة سوق الإعلانات، وجذب التلفزيون 6.6% من إجمالي الإنفاق الإعلاني في الدولة".
ويستشهد الرميثي حول نمو قطاع الإعلانات في الإمارات، بتقرير المركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية "بارك" الصادر منتصف عام 2014، والذي توقع أن يشهد العام الحالي استمراراً في تحسن أداء الإعلانات، وذلك للوصول إلى مستويات الإنفاق الإعلاني قبل الأزمة المالية العالمية، خصوصاً مع فوز دبي باستضافة معرض إكسبو 2020.
ويشير تقرير "بارك" إلى أن الزخم الذي صاحب ملف ترشح الإمارات لاستضافة "إكسبو 2020" في دبي، انعكس بشكل إيجابي على صناعة الإعلانات في الدولة، وذلك بشكل مباشر عن طريق تسابق الشركات للإعلان عن دعمها وتأكيدها لأحقية الدولة باستضافة الحدث، وبشكل غير مباشر نتيجة النمو المصاحب في القطاعات الاقتصادية المختلفة والذي أدى إلى زيادة الإنفاق الإعلاني للشركات.
ويؤكد التقرير، أن الإمارات ستحتفظ بصادراتها لصناعة الإعلان في المنطقة العربية خلال الفترة المقبلة، حيث إنها تعد مركزاً رئيسياً للوكالات الإعلانية.
ويلفت رئيس الجمعية الدولية للإعلان، فارس أبو حمد، إلى أن متانة البنية الأساسية وتطور قطاع الاتصالات في الإمارات أسهم في نمو الطلب على الإعلان الإلكتروني خلال الفترة الماضية، ودفع بشكل مباشر في اتجاه زيادة إنفاق الشركات والمؤسسات على الإعلان الرقمي، فضلاً عن أن الوكالات العالمية ومعها الشركات المعلنة، أصبحت أكثر حرصاً على التواصل مع جمهورها المستهدف عبر وسائل التواصل الاجتماعي وباقي المواقع الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت. وتخصص الشركات نسبة تتراوح بين 5% و20% من ميزانية الدعاية للإعلانات الرقمية، وفقا لطبيعة نشاط كل شركة وحجم مخصصات الإعلان الرقمي لديها.
ويقول أبو حمد: "تعمل الجمعية الدولية للإعلان على تهيئة الأجواء للمعلنين والمشتغلين بقطاعات الإعلام والتسويق والإعلان لمناقشة أحدث الابتكارات والاتجاهات والفرص والتحديات التي تواجه هذه الصناعة، وذلك عبر جلسات نقاش وحوارات يشارك فيها عدد من المتحدثين الرسميين من المبتدئين وذوي الخبرة".
ويختتم: "أتوقع حدوث فورة في الإعلانات الرقمية التي تغطي اللوحات الحاسوبية، والهواتف الذكية، والهواتف المحمولة شبه الذكية، بنسبة 50% لتصل إلى 9 مليارات دولار على الصعيد العالمي، وسيكون نصيب الإمارات منها كبير".
إقرأ أيضاً: العوفي: أستثمر في شمس الجزائر