100 عام على انتزاع المرأة البريطانية حقها في التصويت

لندن

كاتيا يوسف

avata
كاتيا يوسف
06 فبراير 2018
0DF63F90-91D1-49A0-B67A-7C56328B657B
+ الخط -
بمناسبة مرور مائة عام على حق المرأة في التصويت في بريطانيا انقسمت الآراء حول إعفاء نساء من التهم التي نسبت إليهن حين ناضلن أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين مطالبات بحقهن في التصويت. وعرفت هذه المجموعة من النساء باللغة الإنكليزية بـ "Sufragettes" (سفراجيت).

ويرتبط هذا المصطلح بشكل خاص بالناشطات في الاتحاد السياسي والاجتماعي للمرأة، بقيادة إميلين بانكهيرست، الذي تأسّس في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 1903 من قبل ست نساء.

يتصدّر رئيس حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين الطليعة في إعلانه عن العفو عن جميع النساء اللواتي تعرضن للإدانة والسجن، وهنّ يقاتلن للفوز بحق المرأة في التصويت، وذلك في حال فوز حزب العمّال بالسلطة. مضيفاً أنّ التعامل مع النساء كان مروّعاً من قبل المجتمع والدولة وبعضهن تعرضن لسوء معاملة شديدة وأجبرن على تناول الطعام. لذلك فإنّ العفو قد يعني شيئاً لعائلاتهن. حسب ما أوردت صحيفة "ذا إندبندنت".

وجاء هذا الإعلان بعد أن بدأت وزيرة الداخلية أمبر رود تقاوم هذه الضغوط للعفو، وحذّرت أنّ القضية معقّدة خاصة في حالات الحرق العمد والعنف.

وخلال معركتهن من أجل المساواة اعتقلت أكثر من ألف امرأة وسجنت العديدات منهن، ما حولهن إلى "سجينات سياسيات".

في المقابل، أشادت رئيسة الوزراء تيريزا ماي بـ "بطولة" سفراجيت بريطانيا، هؤلاء النساء اللواتي تركن بصمة لا تزال حاضرة بعد مرور مائة عام على منح المرأة حق التصويت.


أمّا السيدة رود فقالت لـ "سكاي نيوز": "إنّنا فعلنا أشياء من هذا القبيل في الماضي، وهي عناصر معقدة في القانون ولا يمكن تجاوزها لأنّنا غيرنا وجهات نظرنا بشأن الأمور، لكنّي قلت إنّني سألقي نظرة على الموضوع".

بدورها، حذّرت الناشطة كارولين كريادو بيريز، التي قادت حملة كفاح كي تبقى شخصية نسائية على الأوراق النقدية في بريطانيا من هذه الخطوة.

وقالت إنّ الـ "سفراجيت" عمدت إلى كسر القانون لإثبات موقف أو نقطة. وكتبت على تويتر: "العفو عنهنّ يمحو تطرفهن وهذا أمر خاطئ. كنّ متطرّفات وخرقن القانون وفعلن ذلك عن دراية".

بينما أشارت نيكولا ستورجن، الوزيرة الأولى الاسكتلندية، إلى التحول الكبير لموقع استخدم ذات مرّة لاحتجاز النساء، ونشرت صورة لمقر الحكومة الاسكتلندية "سانت أندروز هاوس" الذي كان سجناً في الماضي، على تويتر. وقالت: "شكراً لجميع النساء اللواتي قاتلن من أجل حقنا في التصويت".

إلى ذلك، عرض المئات من أعضاء البرلمان بمن فيهم ماي، نسخة مشروع القانون الأصلي الذي أعطى أصواتاً للنساء اللواتي تجاوزن الثلاثين عاماً ولمن يملك ممتلكات وأراضي.

كذلك سيتم عرض ثلاثة قوانين تاريخية أخرى: قانون تأهيل المرأة عام 1918 الذي سمح لها بأن تصبح نائب، وقانون المساواة في حق الانتخاب لعام 1928 الذي أعطاها حقوقاً كاملة في المساواة مع الرجل في التصويت وقانون عام 1958 الذي سمح للمرأة أن تصبح عضواً في مجلس اللوردات لمدى الحياة مثل الرجل.

جدير بالذكر أن معظم النساء اللواتي كنّ في الـ "سفراجيت" هنّ من الطبقات العليا والمتوسطة، وناضلن من أجل التغيير داخل المجتمع، جنباً إلى جنب مع المدافعين عن حقوق المرأة مثل جون ستيوارت ميل وغيره.


وكانت أولى سجينات الـ "سفراجيت" كريستابل بانخورست "ابنة إميلين بانخورست" وآني كيني في أكتوبر/ تشرين الأول 1905. واستخدمت النساء المناضلات من أجل حقهن في التصويت أساليب مخالفة للقانون، فأحرقن صناديق البريد عبر سكب مواد حارقة مثل الأحماض، كما حطمن النوافذ والمكاتب بالمطارق، وقطعن أسلاك الهاتف وظهرت شعاراتهن بكتابات على الجدران في الشوارع. كذلك، استهدفن الأماكن التي يزورها عادة الأثرياء من الرجال مثل ملاعب الغولف والكريكيت وسباق الخيل، وأشعلن فيها النيران وعملن على تدميرها.

وهناك تقارير في أوراق البرلمان تتضمن كل أعمال الشغب التي قمن بها والتي وقعت بشكل مكثّف بين عام 1910 و1914.