أينما تجول اليمنيون في شوارع صنعاء وأزقتها، في الأيام الأخيرة، يمكنهم العثور على صورة مؤسس زعيم جماعة أنصار الله، حسين بدرالدين الحوثي، في الذكرى الـ12 لمقتله على أيدي القوات الحكومية، بحسب التقويم الهجري (أعلن عن مقتله في 26 رجب 1425/ 10 سبتمبر/أيلول 2004).
تسبق صورة حسين الحوثي، الموزعة على اللوحات الإعلانية في أحياء العاصمة، ألقاب وأوصاف عدة، منها لقب "الشهيد القائد" و"قائد ثورة المستضعفين في وجه المستكبرين"، وعبارات وشعارات من قبيل "بنيت بثقافة القرآن أمةً تعشق الشهادة"، فيما حملت بعض العبارات نبرة انتقامية على سبيل "دمك الطاهر طوفان سيجرف عروش المستكبرين".
وامتد الاحتفاء إلى وسائل الإعلام بصورة تحولت إلى مصدر انتقادات للجماعة، إذ نشرت صحيفة "صدى المسيرة" التابعة الجماعة، صورته على صدر الصفحة الأولى، وكتبت وصفاً مثيراً له حين كتبت "الشهيد القائد... قرآن ناطق".
اقــرأ أيضاً
من جهتها، أفردت صحيفة "الثورة" الرسمية الأولى في البلاد، ملحقاً خاصاً بذكرى مقتله، في خطوة تعكس توظيف الجماعة لمؤسسات الدولة التي تخضع لسيطرتها منذ انقلابها بالتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، العدو اللدود السابق للجماعة. إذ خاض الأخير ضد الجماعة ست حروب قُتل حسين الحوثي خلال الجولة الأولى منها، فضلاً عن قيام صالح بإخفاء جثمان مؤسس الجماعة لأعوام، قبل أن يوجه الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي بتسليمه في 2013 للجماعة التي أقامت له مراسم تشييع حاشدة وضريحاً لم يسبق أن بُني مثله في اليمن، تحول إلى مزار لأنصاره، قبل أن تدمره مقاتلات التحالف العربي في الثامن من مايو/أيار 2015 بعد انطلاق عاصفة الحزم.
وبحسب وثيقة مسربة تداولها ناشطون وحصلت "العربي الجديد" على نسخة منها، فقد أصدر القائم بأعمال الأمين العام لرئاسة الوزراء، والمعين من الجماعة، محمد علي سوار، توجيهاً إلى القائم بأعمال وزير الإدارة المحلية بصرف "ربع مليار ريال يمني (مليون دولار)، كمساهمة حكومية في نفقات فعاليات الذكرى. بدوره، خرج زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، بخطاب متلفز بمناسبة ذكرى وفاة شقيقه الذي ورث الجماعة منه وانتقل بها من الحروب مع صالح إلى التحالف معه.
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي (مواليد 1959 بمحافظة صعدة) المؤسس الفعلي للحركة التي عُرفت نسبة إليه حتى اليوم. ويتحدر حسين الحوثي من أسرة هاشمية، وكان أبوه أحد أبرز المراجع الفقهية للزيدية بعد ثورة سبتمبر/أيلول 1962 ضد النظام الإمامي، والذي كانت بعض الأسر الهاشمية فيه تمثل دائرة الحكم، بطريقة أو بأخرى. وكان بدر الدين الحوثي يعتبر الأب الروحي لتنظيم "الشباب المؤمن" الذي اشتهر فيما بعد بحركة الحوثيين، بعدما كان حسين الحوثي القائد الفعلي للتنظيم في الفترة التي سبقت اندلاع أول حرب بين الجماعة والحكومة.
بعد توحيد اليمن عام 1990 وإعلان التعددية السياسية في البلاد، كان حسين الحوثي من مؤسسي حزب الحق الذي مثّل التوجه السياسي الزيدي، وتقدم للترشح في أول انتخابات برلمانية 1993 وفاز. وخلال حرب صيف 1994 بين شريكي الحكم (المؤتمر الشعبي العام والاشتراكي)، كان موقف الحوثي أقرب إلى الاشتراكي، وغادر عقب الحرب مع أبيه إلى لبنان وإيران، ثم عاد بعد عام 1997، ليتفرغ لإدارة نشاط "تنظيم الشباب المؤمن".
عرف حسين الحوثي بأنه شخصية قيادية مؤثرة في أوساط أتباعه، وفي منطقة صعدة التي تعد معقلاً للحركة ونشاطها في مديرية حيدان، وتحديداً منطقة مران. ألف نحو 43 من الملازم (ما بين كتيب ومحاضرة) تعد دليلاً ومرجعاً للحركة، من أشهرها "الصرخة في وجه المستكبرين"، وفيها يرسخ لشعار الجماعة المعروف بـ"الصرخة".
تسببت مختلف أنشطة تنظيم "الشباب المؤمن" والشعارات التي يطلقها أنصاره في أماكن متفرقة، في أزمة مع الحكومة تطورت لاحقاً إلى حملة عسكرية باتجاه منطقة مران، معقل الجماعة في صعدة، بعد أن رفض زعيمها حسين الحوثي استدعاءً من السلطات الأمنية في المحافظة بالحضور.
بدأت الحملة العسكرية الحكومية في 18 يونيو/حزيران 2004، واستمرت حتى العاشر من سبتمبر/أيلول من العام نفسه، حيث نجحت القوات الحكومية في السيطرة على جبل سلمان الذي كان حسين الحوثي يتحصن فيه، وقتل. وكانت حادثة مقتله تطوراً مفصلياً على صعيد الأزمة، وحادثاً أثار انتقادات واسعة، إثر الرواية التي تقول إنه قُتل بعدما استسلم، بما يعني أنه قتل أسيراً، وهو الأمر الذي تنفيه بعض المصادر الحكومية.
اقــرأ أيضاً
تسبق صورة حسين الحوثي، الموزعة على اللوحات الإعلانية في أحياء العاصمة، ألقاب وأوصاف عدة، منها لقب "الشهيد القائد" و"قائد ثورة المستضعفين في وجه المستكبرين"، وعبارات وشعارات من قبيل "بنيت بثقافة القرآن أمةً تعشق الشهادة"، فيما حملت بعض العبارات نبرة انتقامية على سبيل "دمك الطاهر طوفان سيجرف عروش المستكبرين".
وامتد الاحتفاء إلى وسائل الإعلام بصورة تحولت إلى مصدر انتقادات للجماعة، إذ نشرت صحيفة "صدى المسيرة" التابعة الجماعة، صورته على صدر الصفحة الأولى، وكتبت وصفاً مثيراً له حين كتبت "الشهيد القائد... قرآن ناطق".
من جهتها، أفردت صحيفة "الثورة" الرسمية الأولى في البلاد، ملحقاً خاصاً بذكرى مقتله، في خطوة تعكس توظيف الجماعة لمؤسسات الدولة التي تخضع لسيطرتها منذ انقلابها بالتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، العدو اللدود السابق للجماعة. إذ خاض الأخير ضد الجماعة ست حروب قُتل حسين الحوثي خلال الجولة الأولى منها، فضلاً عن قيام صالح بإخفاء جثمان مؤسس الجماعة لأعوام، قبل أن يوجه الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي بتسليمه في 2013 للجماعة التي أقامت له مراسم تشييع حاشدة وضريحاً لم يسبق أن بُني مثله في اليمن، تحول إلى مزار لأنصاره، قبل أن تدمره مقاتلات التحالف العربي في الثامن من مايو/أيار 2015 بعد انطلاق عاصفة الحزم.
وبحسب وثيقة مسربة تداولها ناشطون وحصلت "العربي الجديد" على نسخة منها، فقد أصدر القائم بأعمال الأمين العام لرئاسة الوزراء، والمعين من الجماعة، محمد علي سوار، توجيهاً إلى القائم بأعمال وزير الإدارة المحلية بصرف "ربع مليار ريال يمني (مليون دولار)، كمساهمة حكومية في نفقات فعاليات الذكرى. بدوره، خرج زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، بخطاب متلفز بمناسبة ذكرى وفاة شقيقه الذي ورث الجماعة منه وانتقل بها من الحروب مع صالح إلى التحالف معه.
بعد توحيد اليمن عام 1990 وإعلان التعددية السياسية في البلاد، كان حسين الحوثي من مؤسسي حزب الحق الذي مثّل التوجه السياسي الزيدي، وتقدم للترشح في أول انتخابات برلمانية 1993 وفاز. وخلال حرب صيف 1994 بين شريكي الحكم (المؤتمر الشعبي العام والاشتراكي)، كان موقف الحوثي أقرب إلى الاشتراكي، وغادر عقب الحرب مع أبيه إلى لبنان وإيران، ثم عاد بعد عام 1997، ليتفرغ لإدارة نشاط "تنظيم الشباب المؤمن".
عرف حسين الحوثي بأنه شخصية قيادية مؤثرة في أوساط أتباعه، وفي منطقة صعدة التي تعد معقلاً للحركة ونشاطها في مديرية حيدان، وتحديداً منطقة مران. ألف نحو 43 من الملازم (ما بين كتيب ومحاضرة) تعد دليلاً ومرجعاً للحركة، من أشهرها "الصرخة في وجه المستكبرين"، وفيها يرسخ لشعار الجماعة المعروف بـ"الصرخة".
تسببت مختلف أنشطة تنظيم "الشباب المؤمن" والشعارات التي يطلقها أنصاره في أماكن متفرقة، في أزمة مع الحكومة تطورت لاحقاً إلى حملة عسكرية باتجاه منطقة مران، معقل الجماعة في صعدة، بعد أن رفض زعيمها حسين الحوثي استدعاءً من السلطات الأمنية في المحافظة بالحضور.
بدأت الحملة العسكرية الحكومية في 18 يونيو/حزيران 2004، واستمرت حتى العاشر من سبتمبر/أيلول من العام نفسه، حيث نجحت القوات الحكومية في السيطرة على جبل سلمان الذي كان حسين الحوثي يتحصن فيه، وقتل. وكانت حادثة مقتله تطوراً مفصلياً على صعيد الأزمة، وحادثاً أثار انتقادات واسعة، إثر الرواية التي تقول إنه قُتل بعدما استسلم، بما يعني أنه قتل أسيراً، وهو الأمر الذي تنفيه بعض المصادر الحكومية.