كشف تحقيق مطول لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، صباح اليوم، أن جمعية "إلعاد" الاستيطانية التي تنشط على نحو خاص بتهويد القدس المحتلة، وزرع البؤر الاستيطانية في سلوان ورأس العامود وباقي أنحاء القدس، حصلت في السنوات الثماني الأخيرة على تبرعات بنحو 120 مليون دولار.
وأوضحت الصحيفة أن الجمعية حصلت على تلك الأموال من جهات مختلفة وشركات مسجلة في دول تعتبر "ملجأ" للفارين من دفع الضرائب، مثل شركات في جزر البهاما وسيشيل والجزر العذراء تعود بأغلبها لأثرياء يهود معروفين بتمويل الأحزاب اليمينية في إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من أصل 450 مليون شيقل (الدولار يساوي 3.8 شيقل) حصلت عليها الجمعية، فإن 275 مليون شيقل جاءت من شركات في هذه الجزر، ولا تعرف هوية من يقف وراءها ويحرك خيوطها. ولفت التحقيق إلى أن جزءاً من هذه التبرعات جاء من أفراد معروفين بدعمهم لليمين الإسرائيلي، بما في ذلك تقديمهم تبرعات لقادة الليكود في الانتخابات الداخلية، كالتبرعات التي حصل عليها بنيامين نتنياهو على سبيل المثال، من الثري اليهودي البريطاني رومان أبروموفيتش صاحب نادي تشيلسي لكرة القدم.
اقرأ أيضاً: تلاميذ فلسطينيون يعبرون الموت إلى مقاعد العلم
وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من عدم إبراز الجمعية لوثائق تشير إلى مصادر التمويل، إلا أنها حصلت على إقرار بإدارة سليمة للحسابات. في المقابل تواجه جمعيات اليسار الإسرائيلي، حرباً شرسة من اليمين لكشف مصادر تمويلها، وإلزام مندوبيها، بوضع شارة تقول إن جمعيته تحصل على تمويل أجنبي.
ووفقاً لتقرير الصحيفة فإن الجمعية المذكورة، وبالإضافة إلى التبرعات التي تحصل عليها من الخارج، تملك مصادر دخل أخرى بينها تمويل من الوزارات الحكومية الإسرائيلية، إذ حصلت في عام 2014 وحده على 1.4 مليون شيقل من ميزانية الثقافة التوراتية في وزارة التربية والتعليم، ونحو 200 ألف شيقل من وزارة الثقافة. كما تبيع الجمعية "خدمات سياحية" لمستوطنين وسياح يهود في أنحاء القدس المحتلة.
ويؤكد تحقيق "هآرتس" أنه لا توجد في إسرائيل جمعية قادرة على جمع هذا المبلغ من التبرعات أو الدعم الحكومي. وتورد الصحيفة مثالاً على ذلك بقولها إن "حركة السلام الآن جمعت 2.8 مليون شيقل فقط، أما جمعية حقوق المواطن فحصلت على تبرعات بقيمة 7.4 مليون شيقل، وتمكنت جمعية "إم ترتسو "اليمينية مبلغ 1.7 مليون شيقل".
اقرأ أيضاً: مستوطنون يحاولون الاستيلاء على منازل مقدسيين في "بطن الهوى"