150 ألفاً من الروهينغا فرّوا من ميانمار إلى بنغلادش خلال أسبوعين

06 سبتمبر 2017
44C50366-0BEE-42A7-99F1-D2407A205A25
+ الخط -

قال مسؤولون، اليوم الأربعاء، إن ما يقرب من 150 ألفا من الروهينغا المسلمين فروا من ميانمار إلى بنغلادش، خلال أقل من أسبوعين. وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس الثلاثاء، من مخاطر حدوث تطهير عرقي في ميانمار، ربما يتسبب في زعزعة استقرار المنطقة.

وتتعرض زعيمة البلاد، التي يغلب على سكانها البوذيون، لضغوط بسبب الأزمة من دول إسلامية مثل إندونيسيا، حيث خرج آلاف تقودهم جماعات إسلامية في مسيرة بالعاصمة جاكرتا، اليوم الأربعاء، للمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ميانمار.

وفي رسالة نادرة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أعرب غوتيريس، أمس الثلاثاء، عن قلقه من احتمال تحوّل العنف في راخين إلى "كارثة إنسانية".

ووصل إلى إقليم كوكس بازار في بنغلادش المجاورة مئات من أفراد الروهينغا، وقد بدا عليهم الإرهاق، بالزوارق بالقرب من قرية شاملا بور الحدودية. ووفق أحدث تقديرات أصدرها عاملون في الأمم المتحدة في كوكس بازار وصل، على مدى 12 يوما مضت، 146 ألفا من الروهينغا، وبذلك يرتفع إجمالي عدد الروهينغا المسلمين الذين لجأوا إلى بنغلادش، منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، إلى 233 ألفا.

وأبلغ وافدون جدد السلطات بأن ثلاثة قوارب تحمل أكثر من 100 شخص، انقلبت في الساعات الأولى من صباح اليوم. وقال قائد خفر السواحل، إنه منذ ذلك الحين جرفت الأمواج إلى الشاطئ ست جثث، من بينها جثث ثلاثة أطفال.

واتهمت زعيمة ميانمار، أونج سان سو كي، اليوم الأربعاء، من وصفتهم بـ"الإرهابيين" بأنهم وراء "جبل جليدي ضخم من التضليل" بشأن العنف في ولاية راخين، لكنها التزمت الصمت إزاء النزوح الجماعي للروهينغا عبر الحدود إلى بنغلادش، منذ اندلاع العنف في 25 أغسطس/آب.

وتحدثت سو كي، عبر الهاتف، أمس الثلاثاء، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي دعا قادة العالم إلى بذل المزيد من أجل مساعدة نحو 1.1 مليون شخص يقول إنهم يواجهون إبادة جماعية.

اتهامات بالتضليل

وفي بيان نشره مكتبها على "فيسبوك"، ادعت سو كي، أن الحكومة "بدأت بالفعل في الدفاع عن جميع الناس في راخين بأفضل طريقة ممكنة"، وحذّرت من أن التضليل قد يفسد العلاقات مع دول أخرى، وأشارت إلى صور أعمال قتل نشرها نائب رئيس الوزراء التركي على حسابه على "تويتر" وحذفها فيما بعد، لأنها لم تكن من ميانمار.

والتقت سو كي، اليوم الأربعاء، مع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الذي قال إنه يشارك ميانمار القلق من "عنف المتطرفين" في ولاية راخين. وعلى مدى سنوات، اتخذت حكومة مودي موقفا قويا ضد تدفق نحو 40 ألفا من الروهينغا المسلمين إلى الهند، وتعهد الشهر الماضي بترحيلهم جميعا.

وتعرضت سو كي، لاتهامات من منتقدين في الغرب بالتقاعس عن رفع صوتها تأييدا للأقلية التي تشكو الاضطهاد منذ زمن بعيد، بل وطالب البعض بسحب جائزة نوبل للسلام التي فازت بها عام 1991 بوصفها نصيرة للديمقراطية.

وتقول ميانمار إن قوات الأمن تنفذ حملة مشروعة ضد "إرهابيين" مسؤولين عن سلسلة هجمات على مراكز للشرطة والجيش، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحمّل مسؤولون من ميانمار، مسلحي الروهينغا، المسؤولية عن إحراق منازل وموت مدنيين.

لكن جماعات حقوقية والروهينغا الفارين إلى بنغلادش المجاورة يقولون إن جيش ميانمار يحاول إجبار الروهينغا على الفرار بشن حملة إحراق وقتل.

جزيرة اللاجئين

وقال مسؤولون في بنغلادش إن الحكومة ستعطي دفعة لخطط تستهدف تطوير جزيرة منعزلة في خليج البنغال لتوفير مأوى مؤقت لعشرات الآلاف من الروهينغا، وكانت الخطة تعرضت لانتقادات من جانب عاملين في مجال الإغاثة عندما طرحت عام 2015، ثم طرحت مجددا العام الماضي.

وتصر بنغلادش على أن لها الحق منفردة في تحديد موقع إيواء اللاجئين، وقال مصدران في حكومة بغلادش، إن ميانمار تقوم منذ ثلاثة أيام بزرع ألغام أرضية عبر قطاع من حدودها مع بنغلادش، وأضافا أن الغرض من ذلك قد يكون للحيلولة دون عودة الروهينغا المسلمين الذين فروا من العنف.

وقال المصدران، وهما على دراية بالموقف لكنهما طلبا عدم الكشف عن هويتيهما نظرا لحساسية الأمر، إن بنغلادش ستتقدم اليوم باحتجاج رسمي على زرع الألغام الأرضية على مسافة قريبة جدا من الحدود.

وقال مصدر عسكري في ميانمار إن ألغاما زرعت على امتداد الحدود في التسعينيات لمنع التعدي على الأراضي، وإن الجيش حاول منذ ذلك الحين إزالتها، لكنه ذكر أن ميانمار لم تزرع ألغاما في الآونة الأخيرة.

(رويترز)

ذات صلة

الصورة
وفد أممي في مخيم نازحين سوريين في إدلب - سورية - 14 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

زار وفد من الأمم المتحدة مدينة إدلب السورية، للاطلاع على أوضاع مواطنين سوريين وصلوا أخيراً بعد مغادرتهم لبنان وسط العدوان الإسرائيلي المتصاعد هناك.
الصورة
غوتيريس خلال المقابلة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، 16 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

وقعت أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة على رسالة لدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رداً على إعلان إسرائيل أنه "شخص غير مرغوب فيه".
الصورة
جنود إسبان من "يونيفيل" قرب الخيام، 23 أغسطس 2024 (أنور عمرو/فرانس برس)

سياسة

تُظهر الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" وكأن القوة الأممية باتت في آخر أيامها في لبنان.
الصورة
المرض في غزة

اقتصاد

مع دخول حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة عامها الأول، حولت آلة الحرب الإسرائيلية مناطق وأحياء سكنية كاملة إلى كومة من الركام بعد تدمير 75% من المباني.