بدأت عملية إعادة عشرات العائلات من مخيم زوغرة في منطقة جرابلس شمال سورية، إلى حي الوعر في مدينة حمص، بعد طلبهم العودة نتيجة سوء الوضع المعيشي والخدماتي، في المخيم الواقع بمنطقة شبه صحراوية تبعد عن جرابلس قرابة 25 كلم.
وقال الناشط جلال تلاوي، لـ "العربي الجديد" "إنّ 511 شخصاً نقلوا اليوم الاثنين عبر حافلتين، وعشرين سيارة إلى منطقة وقف إطلاق النار بين "الجيش السوري الحر" وقوات النظام في شمال بلدة تادف بريف حلب الشرقي، تمهيداً لنقلهم إلى مدينة حمص عبر حافلات النظام السوري".
وأوضح الناشط أن العائلات أُجبرت على العودة إلى حي الوعر، نتيجة الظروف السيئة في المخيم، وعدم قدرتهم على استئجار منازل في القرى والمدن القريبة، وبسبب الأمراض المنتشرة مع غياب الرعاية الطبية، فضلا عن الانتشار الكبير للعقارب والأفاعي السامة في محيط المخيم.
واشترط النظام السوري عودة العائلات كاملةً، بمن فيها الشباب، ما أثار الخوف لدى بعض الأسر وجعلها تتخلى عن فكرة العودة، وهو الشرط الذي أدى إلى انخفاض عدد الراغبين بالعودة، من ألفين إلى 511 شخصا.
وفي الشأن نفسه، أوضح عضو مركز حمص الإعلامي، محمد السباعي، لـ"العربي الجديد" إن العائلات الراغبة بالعودة إلى حي الوعر حتى الآن بلغ تعدادها 170 عائلة فقط.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن هناك مجموعة متعاملة مع النظام السوري في بلدة تادف هي من لعبت دورا في إقناع المهجّرين بالعودة إلى حي الوعر، بعد إبلاغهم بضمانات وتعهدات من النظام بعدم اعتقالهم، وأسهمت المجموعة ذاتها في عودة العشرات إلى الحي في وقت سابق.
وبسبب الحصار الذي فرضه النظام السوري، وتصعيده العسكري على مدى ثلاث سنوات، برعاية روسية، هجّر أكثر من عشرين ألفا من سكان حي الوعر في مدينة حمص إلى مناطق في جرابلس وإدلب وريف حمص الشمالي، حيث تسيطر المعارضة السورية المسلحة.
ويخضع حي الوعر في الوقت الحالي لسيطرة قوات النظام السوري، بوجود كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية، التي من المفترض أن تكون مهمتها حفظ الأمن في الحي.