أظهرت بيانات الشبكة المصرفية للمدفوعات الكويتية أن المواطنين أنفقوا نحو 18 مليار دولار على السفر والسياحة الخارجية خلال عام 2019، حيث نمت هذه النفقات بنسبة 24%، بعد أن كانت 14.5 مليار دولار في عام 2018.
وحسب البيانات التي اطلعت عليها "العربي الجديد"، فإن الكويتيين أنفقوا نحو 72% من المدفوعات الخارجية عبر البطاقات الائتمانية (فيزا وماستر كارد) والبطاقات المصرفية، بما يعادل نحو 13 مليار دولار، فيما أنفقوا نحو 28% من المدفوعات من خلال الأموال السائلة (الكاش)، بما يعادل 5 مليارات دولار.
وفي هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي طارق المشعان، لـ"العربي الجديد"، إن حجم الإنفاق الضخم للكويتيين على السياحة الخارجية سنوياً، يرجع إلى ضيق فرص الترفيه محلياً، وعدم الاهتمام ببعض الجوانب، مثل الاحتفالات والفعاليات الترفيهية.
ويشير إلى أن إقبال المواطنين على السياحة الخارجية دفع الكثيرين للاقتراض من أجل تمويل نفقات السفر، وهو ما ينعكس بشكل سلبي على حياتهم المعيشية.
ومن جانبها، تقول المديرة العامة لشركة ليدرز جروب للاستشارات نبيلة العنجري، لـ"العربي الجديد"، إنه على الرغم من الأحداث والتوترات التي تشهدها منطقة الخليج، بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط وتأثيره على الاقتصاد الكويتي، إلا أن المواطنين لم يغيروا ثقافتهم بالإقبال على السياحة الخارجية.
وتضيف العنجري أن نمو الإنفاق على السياحة الخارجية خلال العطلات القصيرة، يسبب نزفاً كبيراً للموارد والمدخرات.
وبحسب تقرير صادر عن بنك كريدي سويس السويسري خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فإن الكويتيين يحتلون المرتبة السادسة عالمياً في الإنفاق على رحلاتهم الخارجية، حيث يبلغ متوسط إنفاق الفرد خلال الرحلة القصيرة نحو 5 آلاف دولار.
ويقول مدير شركة آراء للبحوث والاستشارات محمد الخالدي، لـ"العربي الجديد"، إن تراجع أسعار النفط خلال الأعوام الماضية لم يؤثر على السلوك السياحي للكويتيين خلال العطلات الموسمية.
ويشير إلى أن هذا الأمر يؤكد عدم نجاح توجهات الحكومة نحو التوفير والتقشف في الإنفاق وتوفير جزء من المبالغ الطائلة التي تخرج من الكويت سنوياً، مؤكدا على ضرورة التحرك للحد من الإنفاق الباهظ على السياحة الخارجية، خصوصاً خلال العطلات القصيرة، عبر تخصيص جزء كبير من الإنفاق الاستثماري الوارد في الموازنة، لتعزيز نشاط القطاع السياحي والترفيهي في البلاد.