ومن بين المعتقلين الذين يحمل غالبيتهم رتب عميد فصاعداً، طيارون عراقيون وضباط بالقوات الخاصة العراقية والحرس الجمهوري، وسلاح البحرية والمشاة وسلاح الصواريخ العراقي، فضلا عن خبراء وعلماء بهيئة التصنيع العسكري.
ويتركز تواجد أغلبهم في سجن الحوت جنوب العراق وسجن الكاظمية، فضلا عن سجن في بابل وآخر في البصرة، ويخضعون لحراسات مشددة على الرغم من أن أصغر ضابط فيهم اليوم يبلغ من العمر 68 عاما، ويعاني أغلبهم من مشاكل صحية كبيرة.
والأسبوع الماضي، أعلن عن وفاة رئيس أركان الجيش العراقي وقائد الحرس الجمهوري إياد خليفة فتيح الراوي (76 عاما)، بعد إصابته بجلطة دماغية داخل سجنه نقل على أثرها إلى مستشفى خاص وتوفي فيه، وقد منعت بناته وأبناؤه من توديعه رغم مكوثه عدة أيام في المستشفى قبل وفاته.
من جانبه، أعلن مستشفى حكومي بمدينة الناصرية عن نقل الجنرال حسين رشيد (75 عاما)، قائد الجيش العراقي السابق من السجن ووضعه تحت العناية المركزة، بعد إصابته بجلطة قلبية حيث يواجه السجن المؤبد. والأمر نفسه ينطبق على وزير الدفاع سلطان هاشم، حيث أعلنت وسائل إعلام عراقية في ساعة متأخرة من ليلة أمس عن نقله إلى بغداد بعد تردي حالته الصحية هو الآخر ووضعه تحت العناية المركزة.
وسبق أن أعلن في فترت سابقة عن وفاة عدد من قادة الجيش العراقي بينهم اللواء أحمد عبد المجيد قائد بسلاح الجو العراقي عن عمر ناهز 71 عاما، واللواء حسين محمد الحمداني قائد تشكيل في القوات العراقية الخاصة عن عمر 69 عاما، ومؤيد ياسين عن عمر 73 عاما آمر لواء حطين بالجيش العراقي، والعميد الطيار خالد الجبوري قائد السرب الأول بسلاح الجو العراقي، الذي صفي رفاقه فيما بعد بعمليات اغتيال نفذتها مليشيات مسلحة عقب الاحتلال الأميركي للبلاد، حيث ينسب للسرب الأول تنفيذ أولى الضربات الجوية داخل العمق الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية 1980 ــ 1988.
وقال عضو جمعية المحاربين العراقيين القدامى وليد الكاظمي، إن "غالبية من السجن اليوم يواجهون انتقاما لمشاركتهم في هزيمة إيران، وليس لشيء آخر"، وفقا لقوله.
وبين الكاظمي في اتصال مع "العربي الجديد"، أن ضباط الجيش العراقي "لم يكونوا سياسيين، بل كانوا ضباطا ينفذون أوامر تصدر لهم، وكثير منهم كانوا ضباطا من قبل حكم صدام حسين للعراق، وشاركوا في حروب التحرير العربية ضد الصهاينة في سورية والأردن ومصر"، لافتا إلى أن "محاكمتهم كانت سياسية بحتة، وبعضهم تدخلت إيران في تفصيل الأحكام الصادرة بحقهم".
وطالب نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي رئيس الوزراء حيدر العبادي، بالتدخل وإخلاء سبيل ضباط الجيش السابق، داعيا في تصريحات له إلى إطلاق سراح الفريق أول الركن سلطان هاشم وزير الدفاع العراقي والفريق أول الركن سعدي طعمة، والفريق أول الركن صابر الدوري لحالات وصفها الهاشمي بالإنسانية.
ويقول مقرر لجنة الأمن والدفاع العراقية في البرلمان حامد المطلك لـ"العربي الجديد"، إن هذا الملف "تحول إلى إنساني بحت ويجب التوقف عن طعن الوطن من خلال استمرار طعن ضباط الجيش العراقي الذين دافعوا عن العراق والأمة لسنوات طويلة".
ويضيف المطلك "يفترض أن ينظر إليهم إنسانيا وإخراجهم من السجن، والإصرار على حبسهم هو تجن واستهداف لكرامة المواطن العراقي، وفي قناعتي أنه استهداف من دولة معينة تجاه ضباط الجيش العراقي"، في إشارة إلى إيران.
وأكّد أنه "لا توجد مادة قانونية تجيز حبسهم، لكن للأسف البلد يتحكّم فيه الفاسدون الذين يحرصون على إرضاء رغبات من يتبعون الخارج"، وفقا لقوله.