وتبلغ مساحة الصحراء العراقية نحو 160 ألف كيلومتر مربع، تتخللها عشرات الأودية والهضاب، عدا عن مئات الخنادق والتجويفات الطبيعية في المناطق الجبلية، ما يوفر ملاذاً مناسباً لمن يرغب بالتواري عن الأنظار لفترة من الزمن.
وذكر مسؤولون عراقيون في بغداد والأنبار أنّ التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وزّع منشورات وصوراً في المنطقة الغربية تتعلق بالقبض على زعيم تنظيم "داعش" إبراهيم عواد البدري، المعروف باسم أبو بكر البغدادي، ورصد مكافأة 25 مليون دولار لذلك.
وقال عقيد في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الطيران الأميركي المسيّر باشر بعمليات مسح دقيقة للصحراء، ويرجح أن تلك الطائرات تقوم أيضاً بعمليات رصد للإشارات الهاتفية اللاسلكية بهدف معرفة مصدرها وتتبعها"، لافتاً إلى أنه تم توزيع صور البغدادي على البدو الرحل وسكان المناطق القريبة من الصحراء بغية التعرف عليه.
وحول ما إذا كان موجود فعلاً في صحراء الأنبار، قال العقيد "هناك مؤشرات حول ذلك، ونأمل أن يكون موجوداً في الصحراء، إذ طوقت بالكامل من خمسة محاور، وإذا كان في الجانب السوري فهو في منطقة قريبة من حدودنا، وهناك أوامر من بغداد بالتحرك فوراً إلى داخل الأراضي السورية في حال تم التوصل إلى معلومات مؤكدة بوجوده".
ووفقاً للضابط نفسه، الذي يعمل في قيادة العمليات العراقية المشتركة، فإن "التحالف الدولي يفضل اعتقاله لا قتله".
من جهته، أكّد زعيم قبلي ضمن قوات مناهضة لتنظيم "داعش"، يُدعى فيصل العسافي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأميركيين يعتقدون بوجود البغدادي أو مساعديه الكبار في الصحراء، لذلك هم يركزون على الصحراء أملاً بالعثور عليه".
ولفت العسافي إلى أنّ "التحالف وزع منشورات تحوي صوراً للبغدادي، ومكافأة مالية تبلغ 25 مليون دولار لقاء القبض عليه أو الإدلاء بمعلومات تفضي لاعتقاله أو قتله"، مبيناً أن "الحملة الحالية للبحث عنه لم يحدد لها سقف معين، لكنها تعتبر تمشيطاً ومسحاً للصحراء، وبحثاً أدق في الكهوف والمناطق الجبلية التي يصعب دخول آليات الجيش إليها بسبب التضاريس".
ونفى التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أمس الاثنين، اعتقال زعيم "داعش"، وذلك ردّاً على تقارير صحافية بهذا الخصوص.
وأوضح التحالف، في بيان، أنّ التقارير الإعلامية التي تتحدث عن احتجاز البغدادي "عديمة الصحة"، مضيفاً أن التحالف لا يملك معلومات بشأن مكان وجود زعيم "داعش".
وأضاف أنه "لو أن التحالف يعلم مكان تواجد البغدادي لكان الأخير في اللحظة الراهنة ميتاً أو محتجزاً في انتظار حكم قضائي لجرائم حرب يتحمل المسؤولية عنها، وكان التحالف سيعلن عن ذلك رسمياً".