رصدت منظمة "كوميتي فور چستس" التي تتخذ من جنيف مقرا لها، وقوع عشرات الانتهاكات داخل مقار الاحتجاز في مصر خلال شهري مارس/آذار وإبريل/نيسان الماضيين، شملت الإخفاء القسري والتعذيب والإهمال الطبي والوفاة.
ووثقت المنظمة في تقرير صدر اليوم الثلاثاء، 135 حالة انتهاك في أماكن الاحتجاز خلال مارس، و163 انتهاكا خلال إبريل، وشكّل الإخفاء القسري 50 في المائة من الانتهاكات الموثّقة، يليه الاعتقال التعسفي الذي شكل 29.4 في المائة، وكانت أكثر الفئات العمرية المستهدفة الشباب.
وكان الإهمال الطبي ثاني أكثر الانتهاكات تكرارًا، حيث تم الإبلاغ عن 16 حالة بنسبة 11.8 في المائة من الانتهاكات المرصودة، ثم 11 عملية قتل خارج نطاق القضاء، وتعذيب 5 حالات، كما عانى 22 طالبا من انتهاكات، حيث عانى 2 من الاعتقال التعسفي، و18 تعرضوا للإخفاء القسري، واثنان آخران من انتهاكات أخرى، وتصدرت ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ملف الانتهاكات، حيث وقع 27 ﺣﺎدث إﺧﻔﺎء ﻗﺴﺮي.
ووثق التقرير 11 حالة وفاة في مارس، بسبب عمليات القتل خارج نطاق القضاء، سواء داخل أماكن الاحتجاز أو بعد الإخفاء القسري. وبمراقبة 5 حالات وفاة بسبب الإهمال الطبي في الاحتجاز في مارس، تبين أن اثنتين من الوفيات وقعتا في سجن المنيا العمومي الذي يسجل أعلى نسبة وفيات داخل مراكز الاحتجاز في مصر، منذ يناير/كانون الثاني 2017.
وفي شهر إبريل، تم رصد 134 حالة إخفاء قسري، فيما كان الإهمال الطبي ثاني أكثر الانتهاكات تكرارًا، حيث تم الإبلاغ عن 17 حالة، تبعتها 8 عمليات قتل خارج نطاق القضاء، و4 حالات تعذيب، وكانت أﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت الإﺧﻔﺎء اﻟﻘﺴﺮي ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ بعدد 41 حالة اعتقال وإخفاء، أي ﻣﺎ ﻳﻘاﺮب ﺿﻌﻒ الأعداد في ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﻘﺎهرة اﻟﺘﻲ سجلت 21 ﺣﺎﻟﺔ.
وفي إبريل، عانى 14 طالبا من انتهاكات حقوق الإنسان، حيث عانى 13 طالباً من الإخفاء القسري، وتعرض واحد لحبس انفرادي، ومن بين الطلاب الأربعة عشر، هناك 5 من طلاب المدارس الثانوية، بينما الآخرون هم طلاب جامعيون.
وحمّلت المنظمة الحقوقية السلطات المصرية المسؤولية عن التزاماتها التي يفرضها الدستور المصري والقانون الجنائي المصري والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان التي وقّعت عليها مصر، وأكدت أن الهدف النهائي من هذه التقارير الدورية هو إعلام أصحاب المصلحة الوطنيين والدوليين بالظروف الجارية داخل أماكن الاحتجاز، وتمكين عائلات الضحايا والمحتجزين من ملاحقة الظروف غير القانونية وغير الإنسانية التي يمر بها ذووهم.
ودعت المنظمة، السلطات إلى وضع استراتيجيات وتشريعات تضع حداً لمثل هذه الانتهاكات، مع دعم منْع الإفلات من العقاب على انتهاكات حقوق الإنسان في أماكن الاحتجاز، والمساهمة في آليات العدالة الانتقالية.