سقط ثلاثة قتلى في صفوف المحتجين، الأربعاء، خلال تظاهرة خرجت في مدينة أم درمان، وذلك في سياق الاحتجاجات التي تشهدها السودان منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي أسفرت عن سقوط 19 قتيلاً بحسب الحكومة، و40 شخصاً على الأقل بحسب المعارضة.
وأعلنت لجنة أطباء السودان أن "المتظاهرَين صالح عبد الوهاب ومحمد الفاتح مصطفى قُتلا متأثرين بإصابتهما، وأن 8 آخرين أصيبوا في الاحتجاجات التي شهدتها مدينة أم درمان، وغالبية الإصابات سببها إطلاق الرصاص الحي".
كما كشف مصدر بحزب المؤتمر الشعبي، المشارك في الحكومة، لـ"العربي الجديد"، عن أن الطالب محمد مصطفى خوجلي، العضو بالحزب، قتل خلال الاحتجاجات التي شهدتها أم درمان للمطالبة بتنحي البشير.
ورغم وجود حزب المؤتمر الشعبي في حكومة البشير، إلا أن كثراً من أعضائه يشاركون في الاحتجاجات الجارية، ويعبرون عن عدم رضاهم عن استمرار مشاركة الحزب في الحكومة، مطالبين قيادته باتخاذ قرار بالانسحاب منها.
واستجاب عشرات المتظاهرين في أم درمان، اليوم، لدعوة وجهها تجمع المهنيين السودانيين المعارض، بالتوجه إلى مقر البرلمان لتسليم مذكرة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير.
وجاء التجمع بعد نحو 40 دقيقة من خطاب وجّهه البشير إلى مناصريه، أشاد خلاله بقوات الشرطة والأجهزة الأمنية، لتعاملها "المهني" مع المتظاهرين و"حسمها" مع من سماهم "المخربين"، متوعداً بمزيد من "الحسم" تجاههم، لـ"تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد".
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة، بينما أشعل المحتجون الإطارات في الشوارع، وشوهدت سيارات الإسعاف مرابطة في المنطقة طوال تلك الفترة، بينما شوهدت أيضاً عشرات الأسر على طول شارعي الأربعين والموردة تتجاوب مع المحتجين، وأطلقت النساء الزغاريد لبثّ الحماسة في نفوس الشباب المحتجين.
كما اعتقلت قوات الأمن أعداداً كبيرة من المحتجين، بينما أفاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بوقوع إصابات بالغة في صفوف المتظاهرين.
وفي تصريح للمتحدث الرسمي باسم الشرطة السودانية، اللواء هاشم عبد الرحيم لوكالة السودان للأنباء، قال: "إن مدينة أم درمان شهدت يوم الأربعاء أحداث شغب وتجمعات غير مشروعة متفرقة، تعاملت معها الشرطة والأجهزة الأمنية بموجب القانون، وتم تفريقها باستخدام الغاز المسيل للدموع".
وأضاف أن "قوات الشرطة تلقت لاحقاً بلاغات عن بعض الإصابات وثلاث حالات وفاة، جارٍ التحري في شأنها تحت إشراف النيابة، وأن الشرطة إذ تأسف لهذه الأحداث تترحم على أرواح المتوفين، وتتمنى الشفاء العاجل للمصابين".