يبدو أن قصص فناني المغرب العربي مع النساء الفرنسيات لا تنتهي ولا تتوقف عند جيل معين، وعلى الرغم من أنه لكل قصة تفاصيل خاصة، لكن، يكاد أن يبقى القاسم المشترك بين أغلبها، الفضيحة، والتي تؤثر على مشوار الفنان، ورصيده عند الجمهور. إذ تورط عدد من نجوم المغرب العربي مع نساء فرنسيات في علاقات غير شرعية، تخللتها حالات اعتداء وتحرش.
وبسبب الزيارات المتكررة للفنانين المغاربيين إلى فرنسا، والحفلات التي يحيونها للجالية الكبيرة المتواجدة هناك، إضافة الى تأثير العوامل الثقافية والفنية، توطدت علاقات النجوم المغاربة بالفرنسيات، وتحولت بعضها إلى زيجات ناجحة، فيما انقلب بعضها إلى مغامرات مجنونة وفضائح جنسية.
فعلاقة نجم الأغنية المغربية سعد لمجرد بالفرنسية التي اتهمته باغتصابها ليست الأولى، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، ولعل الفارق بينها وبين غيرها من الفضائح، أنها حدثت في أوج انتشار سعد لمجرد في الوطن العربي، وتحقيق أغانيه أرقاماً قياسية من حيث المشاهدة والاستماع، خاصة "أنت باغية واحد" و"أنت معلم" و"أنا ماشي ساهل".
فقد سبقتها قضية المطرب الجزائري الشاب مامي، الذي سجن على فترات في فرنسا بسبب اتهامه بالاعتداء على صديقته ومحاولة إجهاضها، وبدأت القضية في صيف 2005 حين تعرف الشاب مامي على فتاة فرنسية تدعى، إيزابيل سيمون، وارتبط معها في علاقة أسفرت عن حمل رفض مامي الاعتراف به، كما رفض الاستمرار في العلاقة مع إيزابيل بعد تمسكها بالجنين.
واتهمت الضحية المطرب باستعمال القوة لإجهاضها حين استدعاها إلى الجزائر، ونصب لها فخاً لإسقاط الجنين بالقوة ودون موافقتها، وبمساعدة ممرضين، وحين ظن الجميع أن العملية تمت بنجاح، عادت إيزابيل إلى فرنسا، حيث أكد لها الأطباء أن عملية الإجهاض لم تنجح، وأن الجنين سليم، فقررت مقاضاة مامي.
وقدمت إيزابيل ما يثبت ادعاءاتها، فإضافة إلى الفحص الطبي، قدمت تسجيلات صوتية لمساعدي مامي، وهم يخبرونها أنه تم التخلص من الجنين. وفوجئ الشاب مامي بإصدار مذكرة قضائية بالقبض عليه، وفي قسم الشرطة فوجئ باتهام إيزابيل سيمون له، بالاعتداء المتعمد عليها واحتجازها وممارسة العنف، مما تسبب في عجزها عن الحركة لمدة 30 يوماً.
وقُبض على مامي ثم أفرج عنه بكفالة مالية، لكنه فرّ إلى الجزائر عبر إسبانيا واستفاد من عدم وجود اتفاقية قضائية بين فرنسا والجزائر لتسليم المطلوبين للعدالة، فأصبح محتجزاً بالجزائر لا يستطيع المغادرة صوب أية دولة تربطها مع فرنسا اتفاقية تسليم المطلوبين للعدالة.
وأنجبت إيزابيل سيمون طفلتها في 4 مارس/آذار 2006، وحين شعر الدفاع بخطورة التهم الموجهة لمامي نصحوه بالاعتراف بأبويته للطفلة لتخفيف الحكم عنه، فاعترف مامي بأبوته لها، وعاد إلى فرنسا حيث قضت المحكمة بحبسه خمس سنوات بتهمة تعمد العنف والاحتجاز والتهديد والإجبار على الإجهاض، وأفرج عنه في مارس/آذار 2011.
وفي فرنسا أيضاً، رفعت سيدة فرنسية قضية ضد المطرب العالمي الشاب خالد، أثارت كثيراً من الجدل، حين اتهمته بالتخلي عن ابنهما وعدم الاعتراف به، وادعت أنها كانت تربطها والشاب خالد علاقة غير شرعية أثمرت طفلاً، وطالبته بالاعتراف بابنه وألزمته دفع نفقته.
لكن خالد أنكر أبوته لهذا الطفل، وقال إنه غير ملزم بأي شيء تجاه تلك السيدة، واتهم بعض الجهات بتلفيق القضية للتأثير على شهرته، وشكلت هذه القضية مادة دسمة للصحافة الفرنسية، وكادت تتسبب في طلاق الفنان لولا تدخل بعض الأصدقاء.
أخيراً، نسبت محكمة فرنسية الطفل أنيس إلى خالد، وألزمته النفقة عليه، وبعد سنوات من الواقعة وتحديداً عام 2009، اعترف الشاب خالد بأبوته للطفل، وأن الأمر كان خطأ لم يستطع إخفاءه.