أطلقت منظمة خيرية في مدينة حلب، شمال سوريا، مبادرة لدعم النساء اللاتي ترمّلن والأطفال الذين يتّموا بسبب الحرب.
وتعمل جمعية "غراس الخيرية" بالتنسيق مع جماعات محلية أخرى للإغاثة، وتقوم بتوزيع المواد الغذائية والتبرعات النقدية على الأرامل والأيتام، لكن العاملين فيها يواجهون صعوبات كبيرة في العثور على أسر تقبل استضافة الأيتام.
ويقول العاملون في المنظمة الخيرية إنهم سجلوا حوالى 30 ألف طفل يتيم في السنوات الثلاث الماضية.
وقال هيثم عثمان، مدير الجمعية: "غراس استطاعت أن تبني قاعدة بيانات تحصي فيها الشهداء والأيتام، وبالمشاركة مع عدة جمعيات عاملة على الأرض بدأت برامج لكفالة هؤلاء الأيتام، بالتنسيق مع الجمعيات والهيئات الإغاثية داخل البلد وخارجه لكفالة هؤلاء الأيتام في مدينة حلب. وبلغ عدد المكفولين حالياً في المدينة ثلاثة آلاف يتيم من أصل 30 ألف يتيم شملهم الحصر، أي بنسبة 10 في المئة فقط، وهي كفالة مالية تقارب 50 دولاراً لليتيم الواحد".
وتحضر الأسر المسجلة في مؤسسة غراس إلى مقر الجمعية للحصول على حصتها من المعونات، كما يزور متطوعون بعض الأسر في منازلها لتسليمها حصصاً من المواد الغذائية والتبرعات المالية.
وقالت متطوعة في إحدى منظمات الإغاثة في حلب: "نحن الآن مع أسرة أحد الشهداء، هذا الشهيد ترك خمسة أطفال ـ أربع بنات وصبي ـ أصغرهم توأم، صبي وفتاة عمرهما خمسة أشهر فقط. ما نقدمه للأسرة هو مبلغ كفالة طفلين، ما يعادل 50 دولاراً لكل طفل بالإضافة إلى سلة غذائية".
وتطوّع عدد من الصيدليات والمخابز في حلب لمساعدة الأسر التي فقدت معيلها والعائلات الفقيرة.
وقال عامل في مخبز خيري في حلب: "هذا فرن وقفي، وهو أحد مشروعات جمعية مسرات، ونحن ننتج الخبز المجاني لعدة مناطق ولنا مركز في كل منطقة، ونغطي عدة شرائح من الناس.. أبناء الشهداء واليتامى والمعاقين والفقراء".
يذكر أن توصيل المعونات الإنسانية إلى بعض مناطق الصراع في سوريا بات أمراً مستحيلاً بسبب الأوضاع العسكرية، في الوقت الذي قالت كيونغ وها كانج، نائبة منسقة الأمم المتحدة لشؤون الإغاثة، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن الصراع السوري أثّر على نحو 4.3 ملايين طفل وبات 1.2 مليون سوري لاجئين.