كشف برنامج الأغذية العالمي، اليوم الأربعاء، عن تقديم قسائم (بطاقات) غذائية بقيمة 22.4 مليون جنيه (3.2 مليون دولار تقريبا)، للاجئين السوريين بمصر منذ عام 2012.
وتشير تقديرات إلى أن أعداد اللاجئين السوريين الموجودين في مصر، يتراوح بين 300 إلى 400 ألف لاجئ.
وقال البرنامج إن الأسر السورية أنفقت قيمة القسائم في شراء احتياجاتها، من اثنين من المتاجر الكبرى للأغذية في مصر، التي عقدت اتفاقاً معه.
وذكر البرنامج، في بيان أصدره اليوم الأربعاء، أن آلاف اللاجئين السوريين يتوجهون شهرياً إلى نقاط التوزيع التابعة له في أربع محافظات في مصر، دون أن يحددها لاستلام قسائم المساعدات الغذائية، مشيراً إلى أن كل فرد من أفراد الأسرة، يتلقى قسيمة بقيمة 200 جنيه مصري (28 دولاراً) شهرياً.
وينقل البيان الذي حصلت وكالة الأناضول، على نسخة منه عن اللاجئة السورية، نسرين سوكي قولها "أنا واحدة من القلائل المحظوظين، الذين تمكنوا فعلاً من مغادرة سورية، مع جميع أفراد عائلتهم"، ونسرين أمّ لطفلين، هم خليل، 12 عاماً، ومحمد، 11 عاماً.
وأضافت نسرين التي يعمل زوجها المقيم معها في مصر، مقابل راتب شهري قدره ألف جنيه (140 دولارا)، أنهم يعيشون في ظل ظروف صعبة للغاية، فإيجار المسكن الذى يقيمون فيه يكلفهم، 850 جنيهاً مصرياً (حوالى 120 دولاراً) شهرياً.
وتقول نسرين: "يتبقى لنا 150 جنيهاً لنعيش بها لمدة شهر كامل.. بدون قسائم برنامج الأغذية العالمي، كنا سنتضور جوعاً حتى الموت، ولو أن المساعدة توقفت لأي سبب، لا أعرف كيف كنا سنتصرف".
وذكر البيان أن البرنامج يساعد أكثر من 112 ألف لاجئ سوري بمصر، من خلال قسائم المساعدات الغذائية، مشيراً إلى توافد نحو 6 آلاف لاجئ سوري جديد كل شهر بينما يواصل البرنامج فتح مراكز التوزيع، أملاً في الوصول إلى اللاجئين الذين يعيشون في مناطق نائية.
وسجلت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، 134 ألف لاجئ سوري -طبقاً لأرقام مارس 2014- ويتمركز 90 بالمئة منهم في العاصمة القاهرة، والإسكندرية (شمال مصر)، ودمياط (شمال مصر).
وذكرت الأمم المتحدة في تقرير لها الأسبوع الماضي، أن سورية تكبدت خسائر اقتصادية بلغت نحو 144 مليار دولار، بسبب توقف التصنيع وإغلاق الشركات والأعمال، وهروب رؤوس الأموال، فضلاً عن أعمال النهب، والأضرار الناجمة عن الحرب الأهلية التي اندلعت في 2011.
وقال التقرير: "بحلول نهاية 2013، قدرت الخسائر الاقتصادية الإجمالية، منذ بداية الصراع بـ 143.8 مليار دولار، أي ما يقدر بـ 276 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي لـ2010 بالأسعار الثابتة".
ومع حلول نهاية 2013، كان هناك ثلاثة من بين كل أربعة سوريين يعيشون في فقر، فيما يعيش أكثر من نصف سكانها (20 مليوناً) في فقر مدقع، بحسب التقرير.
وبرنامج الأغذية العالمي، هو أكبر منظمة للإغاثة الإنسانية، تُعنى بمكافحة الجوع في جميع أنحاء العالم، وهو إحدى منظمات الأمم المتحدة، ويعتمد في تمويله على التبرعات الطوعية، ويقدم البرنامج كل عام مساعدات غذائية لأكثر من 90 مليون شخص، في أكثر من 70 بلداً حول العالم.
ويعمل حوالى 12,000 شخص لصالح البرنامج، معظمهم في المناطق النائية التي تخدم بشكل مباشر الفقراء الجوعى.