قُتل 35 شخصاً، اليوم الخميس، في هجمات شنها مسلحون من حركة "بوكو حرام"، ضد ثلاث قرى في ولاية بورنو في شمال نيجيريا، قرب الحدود مع الكاميرون، وفق ما نقل مصدر عسكري وسكان.
واقتحم العشرات من مسلحي "بوكو حرام" بزي عسكري قرى غوموشي وامودا، واربوكو، في شاحنات صغيرة وعلى درجات نارية، وفتحوا النار على السكان ورموا قنابل حارقة على المنازل لإشعالها، بحسب ما ذكرت المصادر لوكالة "فرانس برس".
في المقابل، توعد الرئيس النيجيري، غودلاك جوناثان، بشن "حرب شاملة" ضد الإرهاب، فيما عززت قوات الأمن النيجيرية جهودها لإنقاذ أكثر من 200 تلميذة تم اختطافهن من قبل "بوكو حرام" قبل 45 يوماً.
وقال جوناثان، في كلمة له بذكرى مرور 15 عاماً على عودة الحكم المدني إلى نيجيريا، "إنني مصمم على حماية ديمقراطيتنا ووحدتنا الوطنية واستقرارها السياسي من خلال شن حرب شاملة ضد الارهاب". وأضاف: "وحدة واستقرار بلادنا وحماية حياة وممتلكات السكان أمر غير قابل للنقاش". وتابع: "لقد أمرت قواتنا الأمنية بشن عملية شاملة لإنهاء تمرد الإرهابيين على أراضينا".
وفيما شبّه جوناثان جماعة "بوكو حرام" بمنظمات "ارهابية أجنبية مثل تنظيم القاعدة"، وجّه دعوة إلى حل المشاكل بالحوار والمصالحة. وأضاف "بالنسبة لمواطنينا الذين انضموا للعمل مع القاعدة ومع الارهابيين الدوليين، لاعتقادهم الخاطئ بأن العنف يمكن أن يحل مشاكلهم، نقول إن أبوابنا لا تزال مفتوحة لهم للحوار والمصالحة إذا نبذوا الارهاب وتبنوا السلام".
في هذه الأثناء، تدخل الرئيس النيجيري السابق، أولوسيغون أوباسنجو، لدى أقارب عناصر ينتمون إلى جماعة "بوكو حرام"، بغرض إجراء مفاوضات لتحرير الفتيات المخطوفات لدى الجماعة منذ منتصف الشهر الماضي، وذلك خلال لقائهم مساء أمس الأربعاء.
وقال الناشط البارز في مجال الحقوق المدنية، وأحد الذين حضروا اللقاء، شيهو ساني، إن عدداً من أقارب عناصر "بوكو حرام" لبى دعوة الرئيس، من أجل كيفية إنقاذ الوضع. وأشار إلى أن الهدف من اللقاء، الذي جرى في مقر إقامة الرئيس السابق في أبيوكوتا، هو "إيجاد إمكانية لفتح قناة جديدة للحوار، أو التفاوض، مع أعضاء الجماعة من أجل الإفراج عن الفتيات المخطوفات".
وأضاف أن المجتمعين اتفقوا على أن هذه المبادرة لا يمكن لها أن تحدث من دون موافقة الحكومة الاتحادية، معتبراً أنه من "المهم أن يلاحظ الشعب النيجيري أن التفاوض هو خيار أكثر أماناً للحصول على الفتيات"، غير أنه لم يتحدث عن نتيجة ملموسة للاجتماع.
وأعلنت جماعة "بوكو حرام" المتشددة، مطلع مايو/أيار الجاري، مسؤوليتها عن خطف أكثر من 200 فتاة من مدرسة شيبوك في ولاية بورنو (شمال شرق) في شهر أبريل/نيسان الماضي، واعتبرتهن "أسيرات حرب"، في خطوة أثارت ردود فعل دولية غاضبة، ومطالبات بإطلاق سراح الفتيات.
وفي السياق، اعترف أحد أعضاء الجماعة، ويدعى حسن علي، بأنه تزوج فتاتين من بين الفتيات المختطفات. وقال بعد اعتقاله من قبل أفراد الدفاع الذاتي في ولاية بورنو، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام نيجيرية اليوم الخميس، إنه تزوج من الفتيات بغابة "سامبيسا" بالقرب من الحدود نيجيريا مع الكاميرون.