أصبحت أصداء صفقة انتقال النجم الأرجنتيني، أنخل دي ماريا، الى فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، حديث الوسط الرياضي في العالم، حيث يخطو بها أيقونة منتخب التانجو نحو مرحلة جديدة في مسيرته مع كرة القدم، التي بدأها رغماً عنه.
وتبدو قصة دي ماريا مع كرة القدم مثيرة للدهشة، فقد كان لا يهوى اللعبة الشعبية الأولى، وأرغمته والدته على ممارستها بعد أن ألحقته بأكاديمية التوريتو للناشئين.
لكن دي ماريا أظهر قدرات فنية رائعة منذ صغره، ونجح في تسجيل 64 هدفاً لفريقه التوريتو خلال بطولة دوري الناشئين في مدينة روساريو، ليجذب انظار المدرب أنخل توليو زوف، الذي فتح أمامه أبواب اللعب لنادي روساريو سنترال عام 1995.
كان نادي التوريتو فقيراً وضعيف الإمكانات والموارد، لذا لم يمانع في الاستغناء عن دي ماريا، ليس بالمال، وإنما حصل من روساريو على "35 كرة" لكي يتدرب بها براعمه.
تطور مستوى أنخل حتى ارتقى الى الفريق الأول لروساريو، واحتاج عامين فقط بين 2005 و2007 ليلفت انتباه كشافي نادي بنفيكا البرتغالي، وبالفعل شق طريقه الى الهجرة نحو القارة العجوز بعرض مالي مغرٍ آنذاك نظير 6 ملايين يورو.
سحر دي ماريا جماهير "النسور" على مدار ثلاثة مواسم، وساهم في التتويج بالدوري البرتغالي، كما ارتفعت أسهمه بالفوز مع منتخب الأرجنتين في مونديال الشباب 2007 وبذهبية الأوليمبياد 2008 ، وتنبأ له الجميع بمستقبل باهر.
ضمه الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا الى المنتخب الأول في مونديال جنوب أفريقيا 2010 ، وبعد البطولة اختاره المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو ليجعله حجراً في مشروعه الجديد مع ريال مدريد الإسباني، الذي اشتراه من بنفيكا مقابل 25 مليون يورو.
كان إسهام دي ماريا رائعاً في الفريق الملكي على مدار أربعة مواسم، وتوج بجميع البطولات الكبرى، وأبرزها دوري أبطال أوروبا في نسخته الماضية، حيث اختير كأفضل لاعب في المباراة النهائية أمام أتلتيكو، وتسلم الجائزة من سير أليكس فيرجسون، المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد.
ويبدو أن مصافحة فيرجسون كانت تحمل أكثر من مجرد تهنئة لدى ماريا، فقد قرر خوض تجربة اللعب للشياطين الحمر، وبصفقة تزيد عن 75 مليون يورو، وبداخله يتذكر كيف بدأت الرحلة بـ35 كرة فقط.