4 أسباب تفسر الانهيار الغريب لبوروسيا دورتموند

19 أكتوبر 2014
عوامل أثرت على انتفاضة بروسيا (العربي الجديد)
+ الخط -
أحيا المدرب الألماني يورجن كلوب أمجاد فريق بروسيا دورتموند خلال فترة قصيرة من توليه القيادة الفنية، وذلك بعد أكثر من عقد من الزمن غاب خلالها "أسود فستفاليا" عن ساحة المنافسة محلياً وأوروبياً، ليصنع معجزة رياضية بأقل الإمكانات المتاحة.

فقد بلغ دورتموند المجد العالمي في عام 1997 من خلال التتويج بدوري أبطال أوروبا بعد عام واحد من فوزه بـ "البوندسليجا"، لكن رحيل النجوم ودخوله في أزمة مالية طاحنة عصف باستقرار الفريق، ليصوم عن البطولات لأعوام طويلة حتى عاد ليظفر بالدوري المحلي في عام 2002، ثم ينقطع مجدداً عن الألقاب.

وفي عز سطوة بايرن ميونخ على الكرة الألمانية وتواجده باستمرار بين كبار القارة العجوز بفضل قوته الاقتصادية ولاعبيه العالميين، ظهر يورجن كلوب مع كتيبة من المواهب الشابة لتتصدى للعملاق "البافاري" وتتقاسم معه البطولات الكبرى، وبالتحديد منذ عام 2011.

توج دورتموند بالدوري مرتين متتاليتين في سابقة لم تحدث لمنافس لبايرن منذ زمن بعيد (2010-2011 و2011-2012)، وبكأس ألمانيا في 2012 بعد انتظار دام عقود طويلة، ثم أذهل العالم حين بلغ نهائي دوري الأبطال 2013، لكنه سقط امام "البافاريين" في نهائي ألماني خالص بالهدف الخالد للنجم الهولندي أريين روبن.  

ولم يكن لبايرن طريقة من أجل ردع غريمه اللدود سوى بشراء أبرز نجومه الذين صنعوا نهضته الحديثة تحت قيادة كلوب، لاعب وسط المانشافت ماريو جوتزه ومن بعده الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، وتدور الشائعات حول قرب انضمام أيقونته الحالية ماركو رويس آجلا أو عاجلا.

لكن دورتموند يمر هذا الموسم، رغم انقضاء ربعه فقط تقريبا، بأسوأ حالاته طوال حقبة كلوب على صعيدي النتائج والأداء، إذ يحتل المركز الـ 14 حاليا في جدول الدوري، وهو الذي اعتاد على الصدارة أو الوصافة على أقل تقدير في السنوات الاخيرة، وتعرض لهزائم مخجلة أمام فرق مغمورة، وعلى ملعبه سيجنال "إيدونا بارك" الذي كان يرعب أقوى فرق العالم، فعلى مدار 8 جولات، خسر دورتموند في 5 وتعادل في واحدة وفاز مرتين فقط.

 وتتنوع أسباب هذا الانهيار الذي أحزن عشاق الكرة الجميلة للفريق الأصفر:

الإصابات
تعرض دورتموند في العامين الأخيرين لسوء حظ غريب متعلق بكثرة الإصابات في جميع المراكز، ربما باستثناء مركزي رأس الحربة وحراسة المرمى، والقائمة ضمت فريقا كاملا نالت منه اللعنة لفترات طويلة ومتعددة، مثل رويس وجوندوجان وشميلتزر ومخيتاريان ونوري شاهين وهوميلز وسوبوتيتش ودورم وكيهيل وكوبا وغيرهم. 

الضغط وضعف اللياقة
بعدد محدود من اللاعبين وقليل من البدلاء توجب على كلوب المحاربة في جبهتي البوندسليجا ودوري أبطال أوروبا، بخلاف استدعاء الدوليين لمنتخباتهم، مما جعل عملية المداورة منعدمة في الفريق، فضلا عن شعور اللاعبين بالإرهاق، وانعكاس ذلك على انخفاض اللياقة البدنية.

غياب الحلول
قلة حيلة كلوب سببها الإصابات في المقام الأول، ففي وجود المهاجمين الإيطالي شيرو إيموبيلي أو الكولومبي أدريان راموس المتميزان في ضربات الرأس، لا يجد أي منهما الدعم بالكرات العرضية.

كما أن نقطة قوة الفريق المتمثلة في الهجمات المرتدة السريعة باتت في طي النسيان، باستثناء انطلاقات الجابوني أوباميانج، وشهد الفريق أخطاء كارثية في الدفاع أسفرت عن الكثير من الأهداف (14 هدفاً في شباك فايندنفلر خلال 8 مباريات بالدوري)، مقابل تسجيل الفريق لـ 10 أهداف فقط.

التركيز في دوري الأبطال
على خلاف الأداء والنتائج المخيبة محليا، يؤدي بوروسيا بشكل رائع في دوري الأبطال، حيث يتصدر مجموعته بفوزين متتاليين على أرسنال الإنجليزي بهدفين نظيفين وعلى أندرلخت البلجيكي بثلاثة أهداف دون مقابل، حيث قرر الفريق التركيز على البطولة القارية فقط والوصول لأبعد نقطة بها، والاستسلام لضياع البوندسليجا خاصة في وجود خصم مكتمل الصفوف وأكثر جاهزية مثل بايرن ميونخ.

تحسن الأداء والنتائج متوقف على العودة القريبة للمصابين، خاصة رويس وجوندوجان، وقد يصل الفريق لربع نهائي دوري الأبطال أو أبعد من ذلك، لكن كل الخوف بشأن إمكانية عدم لحاقه بالبطولة القارية الموسم المقبل إذا استمر نزيف النقاط.