ارتفع سقف طموح جماهير ليفربول الإنجليزي، عقب انتهاء الموسم الماضي، ومنافسته على لقب البريميير ليج حتى الرمق الأخير واحتلاله المركز الثاني، ليعود الـ"ريدز" لدوري الأبطال بعد غياب استمر أربعة مواسم، ولكن بدأت الآمال تخفت تدريجياً مع انطلاق الموسم الجديد بسبب أداء الفريق الباهت.
هذا الأمر يدفع البعض للتساؤل حول السبب وراء تراجع مستوى الفريق الذي سجل الموسم الماضي في الدوري الإنجليزي الممتاز 101 هدف، إلى خصم سهل أمام أي منافس يتمتع بطموح، حيث يحتل الـ"ريدز" حالياً المركز السابع في البريميير والثالث في مجموعته بدوري الأبطال بثلاث نقاط يتساوى بها مع أندية أقل منه قيمة وتاريخاً وهي لودجوريتس البلغاري، بينما يأتي بازل في الوصافة بست نقاط.
1- الهجوم المشوّه
كان الأوروجواني لويس سواريز أحد الأعمدة الأساسية في موسم ليفربول الرائع الماضي، حيث سجل معه 31 هدفاً من أصل 101 أحرزها الـ"ريدز" حينها، فاللاعب الأوروجواني قناص بالفطرة وكان على دراية بضرورة تقديم أفضل ما لديه مع النادي الإنجليزي ليترك ذكرى طيبة لأنه كان عازماً على الرحيل.
الأمر مع سواريز لم يكن يتعلق بالذكرى الطيبة فقط بل بضرورة الابداع لرفع أسهمه أمام كبار المشترين، وهما بالطبع برشلونة وريال مدريد الإسبانيين، حتى تحقق له المراد بالانتقال للنادي الكتالوني الذي لم ينجح في الاستفادة من خدماته سوى الأسبوع الماضي في الجولة التاسعة بالليجا، نتيجة لواقعة العض الشهيرة التي ارتكبها في كأس العالم مع جورجيو كيليني، مدافع إيطاليا.
وقع اختيار مدرب الفريق، برندان رودجرز، على الإيطالي ماريو بالوتيلي لتعويض سواريز، على الرغم من كل المؤشرات التي تقول إنه لا يقدر حتى على الاقتراب من مميّزات الأوروجواني، فخصائص كل منهما مختلفة وحتى أداء هذا وذاك في الموسم الماضي بينهما تباين كبير.. إذا كان سواريز في بعض الأحيان يثير المشاكل، فإن بالوتيلي هو المشاكل بعينها، وحتى الآن لم ينجح في هز شباك أي خصم في الـ"بريميير".
كل هذا بخلاف الاصابات المتلاحقة التي لا ترغب في ترك دانييل ستوريدج، ما تسبّب في إلقاء الحمل بصورة أكبر على رحيم ستيرلينج، الذي لا يمكن مطالبته بتحمّل كل هذا العبء، لأنه رغم كل شيء لا يزال عمره 19 عاماً.
2- الخلل الدفاعي
كانت قوة خطي الهجوم والوسط بالنسبة لليفربول الموسم الماضي الغطاء الذي كان يخفي بواسطته عيوب الخطوط الخلفية، ولكن هذا الموسم بعد فقدان الخطين الأمامين لقوتهما، بدأت المشاكل في الظهور بصورة أكبر، خاصة بعد سوق الانتقالات.
الكرواتي ديان لوفرين، القادم من ساوثهامبتون، سبّب الكثير من المشكلات للـ"ريدز" بدلاً من حلها، كما أنه لم ينجح في تحقيق التفاهم المطلوب مع السلوفاكي مارتين سكيرتل في قلب الدفاع، وحتى مامادو ساخو، الذي انتقل لليفربول الموسم الماضي، لم يرتق مستواه لسقف التوقعات.
بالنسبة للظهيرين الأمر يبدو أقل خطورة ولكنه ليس ممتازاً، فالإسباني ألبرتو مورينو، المنتقل من إشبيلية، يقدم أداءً طيباً، ولكنه لا يزال أمامه الكثير من الوقت للتأقلم بصورة أكبر مع طبيعة الكرة الإنجليزية، في حين أن جلين جونسون يلعب جيداً ولكنه من حين لآخر، نتيجة لضياع التركيز، يرتكب أخطاءً كارثية.
3- تقدم سن جيرارد
تحمل جماهير ليفربول لقائد فريقها، ستيفن جيرارد، معزة خاصة، وخاصة أنه ظلّ وفيّاً لـ"ريدز" طوال سنوات كثيرة، بل ورفض أكثر من مرة الرحيل عن جدران النادي، من ضمنها عرضين في وقتين مختلفين من ريال مدريد الإسباني.
قدم جيرارد (34 عاماً)، الموسم الماضي، مستوى راقياً ربما لا يعيبه سوى واقعة الانزلاق الشهيرة التي يفترض أنها كانت السبب في ضياع لقب الدوري من ليفربول، حيث كان خط وسط الـ"ريدز" يعتمد بشكل كبير على المجهود الذي يبذله اللاعب المخضرم مع جوردان هندرسون.
ظهرت مسألة آثار تقدم السن على جيرارد بصورة كبيرة في مواجهة ريال مدريد بدوري الأبطال التي انتهت بخسارة الـ"ريدز" بثلاثية نظيفة، حيث لم يقدر على التعامل مع المعدل العمري الأقل للاعبي وسط النادي الملكي، لتكون السيطرة والأسبقية للضيوف الذين حققوا أول فوز لهم على ليفربول في ملعب أنفيلد.
4- العودة لدوري الأبطال
تشكل مسألة العودة للعب في دوري الأبطال بعد غياب أربع سنوات بكل تأكيد أحد العوامل التي ساهمت في تراجع مستوى ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، لأن الوقت الذي كان متاحاً أمام اللاعبين للتعافي والاستعداد للمباريات كان أطول وأفضل بكل تأكيد.
هذا الأمر بالتبعية يوجّه أصابع الاتهام للمدرب برندان رودجرز، ليس لأنه حصل على وصافة الـ"بريميير" الموسم الماضي وتأهل بفريقه لدوري الأبطال بكل تأكيد، بل لأن هذا الوضع يطرح تساؤلات حول برامج الاعداد البدني والتعافي التي يُخضِع لها لاعبيه وهل تناسب المتطلبات الجديدة لوضع الفريق هذا الموسم أم لا؟
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
