شهدت مقار احتجاز مصرية مقتل أربعة محتجزين تحت التعذيب أو الإهمال الطبي خلال أسبوع واحد، في حين أصيب قيادي من جماعة الإخوان المسلمين، معتقل منذ يونيو/حزيران الماضي بجلطة دماغية في سجن العقرب.
وقتل السجين الجنائي، باسم عبد المنعم السيد، مساء أمس الثلاثاء داخل قسم شرطة حوش عيسى في البحيرة، في شمال مصر، ونُقلت جثته إلى مشرحة مستشفى "حوش عيسى المركزي"، بدون معرفة الأسباب. في حين فرضت قوات الأمن طوقًا أمنيًا حول مقر قسم الشرطة، وفق شاهد عيان من مدينة أبو حمص، مكان إقامة القتيل.
وفي مدينة الإسماعيلية شرق مصر، قتل أول من أمس، الشاب محمد قودير(25 عاما) داخل قسم ثان الإسماعيلية، وفق رواية أحد أقارب القتيل المدعو أسامه علي حسن، الذي قال لوسائل إعلام محلية: "توجهت إلى قسم ثان الإسماعيلية بعد معرفتي خبر وفاة ابن خالتي، الذي كان يعمل بائع فاكهة في سوق الجمعة"، مضيفا: "عندما ذهبت لاستطلاع الأمر، رأيت سيارة إسعاف تنقل جثة القتيل وهي مغطاة إلى المستشفى العام في الإسماعيلية".
وتابع قريب القتيل "أثناء إجراء الكشف الطبي على القتيل، وجد الطبيب إصابتين قطعيتين في منطقة الرأس، فرفض استخراج تصريح الدفن مع وجود شبهة جنائية".
وكذّب رواية السلطات الأمنية التي أشارت إلى "تعرض سجين في قسم ثان الإسماعيلية إلى غيبوبة سكر أودت بحياته أثناء نقله إلى مستشفى الإسماعيلية العام، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وقررت النيابة العامة التصريح بدفن الجثة".
وأعلن اليوم الأربعاء، عن إصابة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عبد العظيم الشرقاوي، عضو مكتب الإرشاد وعضو مجلس الشعب السابق في بني سويف، جنوب مصر، بجلطة دماغية في سجن العقرب.
وأفادت شقيقة الشرقاوي، أم محمد، لـ"العربي الجديد" بأن "إدارة السجن ترفض عرضه على الطبيب، رغم محاولات المعتقلين العديدة الضغط على الإدارة".
وألقت السلطات الأمنية القبض عليه في الثاني من يونيو/حزيران 2015، ووجهت له تهم الانضمام إلى جماعة إرهابية، ومحاولة قلب نظام الحكم.
وكشفت أسرة عادل وحيد، القتيل في مركز شرطة البدرشين في الجيزة، وهو سائق وعمره 24 عامًا، في حوار اليوم مع صحيفة "المصري اليوم"، عن تعرض ابنها القتيل للتعذيب، والتعليق مدة أربعة أيام، أثناء احتجازه على ذمة قضية اتهامه بحيازة مواد مخدرة.
وقالت أسرة عادل إن "الشرطة لفقت له القضية، بعد أن ألقت القبض عليه أربع مرات خلال شهر واحد".
وأوضح والد القتيل المدعو وحيد "منذ ثلاثة أيام أُصيب ابني (عادل) بارتفاع في درجة حرارته، وطلبت من مركز الشرطة أن يُرَحِّلوه إلى المستشفى للكشف عليه، فقالوا لي: هات قرارا من النيابة، وهو ما حدث، وسلّمت القرار للمركز، الذي طالبني بأن آتي بموافقة من مكتب الصحة في دائرة المركز".
وتابع "مدير مكتب الصحة طالبني بجواب مختوم من مأمور المركز، وبالفعل حصلت على الجواب، فطلب المدير من أحد أطباء المكتب التوجه إلى مركز الشرطة وتوقيع الكشف على نجلي المريض، لكنه رفض تنفيذ طلب النيابة العامة. أحد أمناء الشرطة بعد ضغط زملاء (عادل) المحبوسين اتصل بالإسعاف، كون ضربات قلبه ضعيفة للغاية، لكنه لفظ أنفاسه".
وقال: "ضربوه وعلَّقوه بسبب طلبه النقل إلى المستشفى، وزملاؤه داخل الحجز تضامنوا معه، ونادوا بصوت عالٍ على الضباط والعاملين في المركز لإنقاذه، فكان جزاؤهم الضرب".
وقتل مساء الأحد الماضي، المواطن مجدي مكين، تحت التعذيب في قسم شرطة الأميرية في القاهرة. كما قتل حارس أمن خاص في قسم شرطة أبو النمرس في الجيزة، بعد ساعتين من اعتقاله، بتهمة حيازة سلاح خرطوش بلا ترخيص.