50 ألف سعودي يعانون من الألزهايمر

16 فبراير 2017
العمر المتوقع للسعودي ارتفع إلى 80 عاماً (العربي الجديد)
+ الخط -
على الرغم من عدم توفر أرقام رسمية للسعوديين المصابين بمرض الألزهايمر إلا أنّ مصادر طبية تؤكد لـ "العربي الجديد"، أنّ العدد يتجاوز 50 ألف مصاب، وسط مخاوف من أن يكون المرض الذي ما زال بلا علاج، أكثر انتشاراً مما يُتوقع، وربما يتجاوز المعدّل العالمي.

في سبتمبر/ أيلول الماضي أطلقت "الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر" حملة واسعة للتوعية حول المرض بعنوان "فاذكروني"، وذلك بمشاركة جهات مختلفة. فنظمت محاضرات وورش عمل للتوعية حوله وحول أساليب التعامل مع المريض.

يقول استشاري طب النفس للمسنين، الدكتور أحمد الزعاقي، إنّه "بحسب السجلات المتوفرة، تمثّل النساء القسم الأكبر من المرضى. ومعظم المصابين لا يحصلون على العلاج المناسب، لعدم تشخيص إصابتهم بالمرض".

من جهتها، تشير المديرة التنفيذية لـ "الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر" رنا المرعي إلى أنّ العدد يصل إلى نحو 50 ألف مريض، معترفة بعدم توفّر إحصاء دقيق. تتحدث خلال مناقشة الجمعية المستجدات في رعاية المرضى، بمشاركة اختصاصيين سعوديين وأجانب، عن المرض على أنّه "مرض دماغي يؤدي إلى ضمور تدريجي في الخلايا العصبية في مناطق الدماغ المسؤولة عن كثير من الوظائف الإدراكية، والحدّ من قدرة الدماغ على القيام بعمله الطبيعي وأنشطته اليومية".

تعاني السعودية من نقص كبير في الكوادر المتخصصة في علاج أمراض الشيخوخة والألزهايمر في معظم المستشفيات. وهو ما تنبهت إليه وزارة الصحة أخيراً، وقررت إنشاء خمس عيادات تُعنى بالمرضى، بمساهمة من جهات خيرية. وتسعى تلك الجهات إلى نشر الوعي في المجتمع حول مرض الألزهايمر وتطوير الخدمات المقدمة إلى المرضى.

من جهته، يؤكد الطبيب المتخصص في علاج أمراض الشيخوخة، الدكتور ماجد تمبكتي، أنّ المعضلة الأكبر التي تواجههم هي عدم تشخيص المرض بشكل مناسب، الأمر الذي يتسبب في كثير من المشاكل للأسر. يقول لـ "العربي الجديد": "نتابع من فترة إلى أخرى بعض الأنباء عن مسنّين غادروا منازلهم ولم يتمكنوا من العودة بسبب إصابتهم بالألزهايمر. للأسف، لا تعرف معظم الأسر كيف تتعامل مع المريض، إذ تهمل علاجه في مراحل المرض المبكرة ما يتسبب في مزيد من الانتكاسات مستقبلاً". وبحسب تمبكتي، تبدأ المرحلة الأولى من المرض بصعوبات في التذكّر، خصوصاً الأحداث القريبة، وأسماء الأشخاص والأماكن التي تعرّف عليها أخيراً، ثم بصعوبات في أداء بعض العمليات الحسابية البسيطة. يضيف: "هذه الأمور البسيطة قد تكون مؤشراً قوياً إلى الإصابة بالمرض. أما في المرحلة الثانية فتكون أكثر وضوحاً، وفيها يعجز المريض عن أداء وظائفه الحياتية البسيطة كتصفيف الشعر أو تنظيف الأسنان. ولا يستطيع العيش بمفرده من دون مشاكل، كذلك تزداد لديه صعوبة الكلام، ويتجوّل من دون هدف، وتظهر عليه أعراض الهلوسة والاعتقادات الخاطئة. أما في المرحلة الأخيرة من المرض، وهي مرحلة متأخرة فتبدأ فيها المعاناة من الوظائف العقلية المهمة كالحديث والكتابة والقراءة والفهم والتفكير، ويصل الأمر إلى صعوبة في تناول الطعام، وعدم التعرّف إلى من هم حوله، وصعوبة في فهم الأحداث، وعدم قدرة على إيجاد الطريق داخل المنزل. وهذه المرحلة هي الأكثر انتشاراً في السعودية، فالأسرة لا تبدأ في التفكير بالمرض إلّا بعد أن تكون الأعراض في أقصى درجات وضوحها".

يتفاءل تمبكتي بإمكانية مساهمة الأبحاث الجديدة في التعرف على طبيعة المرض في السعودية بشكل أكثر وضوحاً. يقول: "صحيح أنّه لا تتوفر علاجات نافعة للمرض، لكنّ التعرف عليه مبكراً يساعد في إبطاء آثاره. لكي ننجح في العلاج علينا أولاً أن نعرف أسباب المرض، فالألزهايمر مرض عصبي يختلف في أسبابه من مكان إلى آخر، وأهم خطوات علاجه، أن ننتبه إلى المصابين به".

قبل ثلاث سنوات، أطلقت "مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية" برنامج الجينوم البشري السعودي، الذي يفترض أن يؤدي إلى ممارسات طبية متقدمة في التعامل مع كثير من الأمراض، خصوصاً الألزهايمر. ولتحقيق هذا الهدف، بدأت المدينة في بناء قاعدة معلوماتٍ عن هذه الأمراضِ في البلاد بالتعاون مع مُختصين بمرض ألزهايمر، للتعرّف على الشيفرة الوراثية للمرض، ومحاولة إيجاد دلالات وراثية محددة عنه، والكشف عن طرق تشخيصية وعلاجية دقيقة له. والخطة هي واحدة من خطط برنامج التحول الوطني 2020 (خطة خماسية). وجرى تجهيز مختبرات بحثية متخصصة بميزانية ضخمة، للتعرف على الطرق الأمثل لعلاج المرض.

يقول المتخصص في علاج كبار السنّ، الدكتور ماجد عبدالعظيم، لـ "العربي الجديد": "من المتوقع أن يتضاعف عدد المصابين بالمرض كلّ خمس سنوات بسبب ارتفاع نسبة المسنّين في السعودية". يضيف :"كذلك، هناك علاقة أكيدة بين انتشار أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم وبعض إصابات الدماغ".

دلالات