أظهر استطلاع للرأي العام أجري في 50 ولاية أميركية، عقب العدوان الإسرائيلي على غزة، أن 51 في المائة من الأميركيين ما يزالون يتعاطفون مع إسرائيل، مقابل 14 في المائة فقط أبدوا تعاطفهم مع الفلسطينيين.
وتوزع البقية بين من لم يبد أي تعاطف مع أي من الطرفين، ومن قالوا إنهم يشعرون بالتعاطف مع الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، في حين رفض 18 في المائة من المستطلعة آراؤهم الإفصاح عن حقيقة مشاعرهم تجاه الطرفين.
وحسب نتائج الاستطلاع، الذي أجراه مركز "بيو" للأبحاث، في الفترة من 8 إلى 14 من الشهر الجاري، فإن انخفاض نسبة المتعاطفين مع إسرائيل لدى بعض الفئات، لم ينعكس لصالح الفلسطينيين مباشرةً، وإنما تحول إلى رفض للإدلاء بالرأي، أو رفض لإبداء التعاطف مع أي من الطرفين.
أما المتمسكون بحقهم الدستوري في التعبير عن الرأي، فمن بينهم أولئك الذين أفصحوا عن تعاطفهم مع الفلسطينيين أكثر من تعاطفهم مع إسرائيل.
وأثبتت نتائج الاستطلاع، وجود انقسام حزبي حاد بين الأميركيين في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ قفزت نسبة المتعاطفين مع إسرائيل بين الجمهوريين من 68 في المائة حسب نتائج استطلاع سابق أجري قبل العدوان على غزة، إلى 73 في المائة أثناء العدوان حسب نتائج الاستطلاع الجديد.
وانخفضت نسبة المؤيدين لإسرائيل بين الديمقراطيين من 46 في المائة في أبريل/نيسان الماضي، إلى 44 في المائة في هذا الاستطلاع. كما انخفضت نسبة المستقلين المؤيدين لإسرائيل من 51 إلى 45 في المائة بتأثير من أحداث غزة على ما يبدو.
ولم تتضمن صيغة السؤال الموجه للمستطلعة آراؤهم إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، أو تبياناً لمدى علم جميع أفراد العينة بهذا العدوان.
واكتفى مركز "بيو" بصيغة مختصرة تبدأ بالإشارة إلى "النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين"، وسؤال مباشر هو "مع أي طرف تتعاطف أكثر؟".
واللافت في نتائج هذا الاستطلاع، أن نسبة التأييد لإسرائيل بين الفئات العمرية الشابة أقل من نسبة التأييد بين الفئات العمرية الكبيرة، وهو ما يشير بوضوح إلا أن المستقبل لن يكون لصالح إسرائيل.
وفي الوقت الذي وصلت فيه نسبة المؤيدين لإسرائيل إلى 60 في المائة، بين الفئة العمرية التي جاوزت الـ65 عاماً، فإن هذه النسبة انخفضت إلى 56 في المائة بين الفئة العمرية الواقعة تحت الـ65 عاماً. كما انخفضت إلى 47 في المائة في الفئة العمرية الواقعة بين الثلاثين وتحت الخمسين، ثم إلى 44 في المائة في الفئة العمرية الأكثر شباباً بين الـ18 والـ29 عاماً.
وعلى هذا المنوال، ازدادت نسبة المؤيدين للفلسطينيين بين أصحاب البشرة السوداء وذوي الأصول اللاتينية عن نسبة المؤيدين لهم بين الأميركيين البيض.
كما ازدادت نسبة المتعاطفين مع الفلسطينيين بين أصحاب الشهادات العليا عن نسبة المؤيدين لهم من بين من لم يكملوا تعليمهم الجامعي.
وارتفع عدد المتعاطفين مع الفلسطينيين بين الكاثوليك عن نسبة التأييد لهم بين البروتستانت، وبين اللامنتمين دينياً مقارنة بالمتدينين، مع ملاحظة غياب أي تمثيل للأميركيين المسلمين أو اليهود بين أفراد العينة البالغ عددها 1805 أفراد ممن تجاوزت أعمارهم الـ18 عاماً.