جاء انتقال لويس سواريز الى نادي برشلونة كالخبر الصاعق على جماهير ليفربول، الذين اتخذوا من الهداف الدولي الملهم الأول للفريق، ومفتاح النجاح لكتيبة المدرب رودجرز، الذي حاول جاهدا تعويض رحيله بجلب لاعب قادر على سد الثغرة، والإبقاء على شخصية النادي، لا سيما في الدوري الإنجليزي الممتاز، أمام عملاقي مدينة مانشستر، إضافة لتشيلسي وآرسنال.
ولكن، يبدو أن صبر جماهير "آنفيلد" سيطول، بعد فشل الإيطالي ماريو بالوتيلي في الظهور بالشكل المطلوب حتى الآن، وهو الذي قدم من صفوف ميلان الإيطالي، مقابل مبلغ وصل الى 22 مليون جنيه إسترليني (أي ما يعادل 35.5 مليون دولار أميركي).
لويس سواريز
وإذا ما بدأنا بالمقارنة بين النجمين، السالف ذكرهما، نجد أن سواريز قد نجح في تسجيل 69 هدفا خلال مشاركته مع الريدز في كافة المسابقات، بمجموع 110 مباريات خلال ثلاث سنوات بقميص الفريق، الذي واجه معه العديد من المشاكل والتكهنات حول الرحيل عن صفوف النادي في الموسمين الأخيرين، لكن الأمر كان مغايرا على أرض الملعب.
وفي احصائيات أخرى، نرى أن نسبة تسجيل سواريز في كل مباراة قد تعدت 63 في المائة، وما مجموعه 23 تمريرة مساعدة لزملائه، وأكثر من 18 هدفا في الأوقات الحساسة والحاسمة من المباريات، عدا عن المسافات، التي كان يقطعها في المباراة الواحدة، وهي حوالى 11 كيلومتراً كمعدل.
ونجح سواريز في تسجيل 50 هدفا مع ليفربول، قبل أن يحقق هذا الرقم، على سبيل المثال، هداف الفريق السابق، فيرناندو توريس خلال المدة نفسها، إضافة الى تفوق الأول بتسجيل أكثر بـ 10 مرات عن لاعب ميلان الحالي خلال مسيرته السابقة مع الريدز.
ماريو بالولتيلي
وإذا ما توجهنا الى بالوتيلي، الملقب بالسوبر ماريو، فسنرى أن الكم الهائل من الانتقادات، التي تعرض لها في الآونة الأخيرة صحيحة بالأرقام وآخر الاحصائيات، حيث لم يفلح الهداف الإيطالي في فرض نفسه في الملاعب الإنجليزية، أيام كان لاعبا في صفوف مانشستر سيتي الإنجليزي، خلال الفترة نفسها، التي ظهر فيها سواريز مع فريقه السابق ليفربول.
وكانت أبرز الملاحظات على أداء بالوتيلي في ذلك الحين، هي تسجيله فقط عشرين هدفا خلال 54 مباراة، أي بنسبة لم تتعدّ 37% في كل مناسبة، كما أنه لم يفلح في تمرير الكرة للاعبين سوى في مرة واحدة فقط، وهو رقم لا يمكننا أن نقارنه بنجم "آنفيلد" الجديد.
أحدث الأرقام الأخرى، حول الإيطالي المثير للجدل، ما ذكرته شبكة "سكاي نيوز" التلفزيونية عن عجز بالوتيلي في تسجيل أكثر من هدف رغم تسديده للكرة أكثر من 63 مرة، خلال المباريات الأخيرة، وهو ما فتح هذا الكم من الانتقادات الواسعة، خاصة من قبل نجوم الفريق السابقين أمثال جيمي كاراجر ومارك لاورنسن.
ويبدو أن كاراجر، مدافع الفريق السابق، كان على حق، عندما اتهم بالوتيلي بالكسل، وعدم مقدرته على العودة إلى مساعدة زملائه في خط الدفاع، وهو ما أثر بشكل كبير على نسبة جريه على أرض الملعب، والتي لم تتعدّ التسعة كيلومترات حتى هذه اللحظة، علاوة على اهتمامه بأمور جانبية كثيرة تؤثر بطريقة أو بأخرى على أدائه في كافة المباريات، على عكس سواريز، الذي يبقى مُركّزا في المحافظة على مستواه، رغم مشاكله، التي أدت الى إيقافه عن اللعب لمدة أربعة أشهر.
كما أكد النجم السابق، لاورنسن، أن بالوتيلي سيعجز عن تسجيل أكثر من عشرين هدفا بقميص الريدز، بسبب عدم قدرته على تغطية مساحات الملعب بالشكل المطلوب، في ظل غياب المهاجم الآخر، دانيال ستاريدج، وأضاف أن على إدارة ليفربول اغتنام الفرصة في الانتقالات الشتوية المقبلة من أجل استقطاب مهاجم آخر قبل فوات الأوان.