725 مليار دولار هربها أثرياء الصين خوفاً من ترامب

03 فبراير 2017
اليوان يترنح تحت ضربات ترامب (Getty)
+ الخط -






يسابق أغنياء الصين مراسيم ترامب وتصريحاته التي تتوعد الصين بتهريب ثرواتهم للخارج، حيث تشير إحصائيات مالية، إلى أن 725 مليار دولار هربت من الصين خلال العام الماضي، من بينها 95 ملياراً في شهر ديسمبر/ كانون الأول وحده.

ويتوقع خبراء تمويل أن تدخل الإجراءات التجارية والمالية التي ينوي تنفيذها الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، الصين في أزمة مالية خلال العام الجاري.

ويلاحظ أن ترامب لم يلتفت بعد للصين في المراسيم العديدة التي أصدرها حتى الآن. ولكنه أشار في تعليقاته خلال الأسبوع الماضي إلى أن كلاً من الصين وألمانيا واليابان تتلاعب بسعر الصرف في سبيل الحصول على مزايا تجارية. وهو ما يعني أنه ينوي معاقبة الصين، خلال المراسيم الرئاسية التي ينوي إصدارها خلال الفترة المقبلة. وبالتالي، فإن هنالك حذراً ومخاوف وسط الأثرياء في الصين من حدوث اضطرابات في سوق المال الصيني وسعر صرف العملة، يقود إلى تآكل قيمة ثرواتهم.


في هذا الصدد، لاحظ معهد التمويل العالمي أن ترامب أدخل الصين في أزمة مالية حتى قبل أن يدخل رسمياً البيت الأبيض. إذ أثّرت تصريحاته العدائية تجاه بكين، إلى جانب ارتفاع سعر صرف الدولار خلال الشهور الأخيرة من العام الماضي، سلباً على الاقتصاد الصيني، حيث رفعت من حال عدم اليقين لدى الشركات وكبار المستثمرين في السوق الصينية، وهو ما أدى إلى ارتفاع حجم هروب رؤوس الأموال من الصين.

وحسب تقرير معهد التمويل الصادر مساء الخميس، فإن الصين شهدت أكبر معدل لهروب الأموال خلال العام الماضي. وتشير الأرقام التي نشرها المعهد في التقرير، إلى أن حجم الأموال التي هربت من الصين خلال العام الماضي، بلغت 725 مليار دولار.

كما حذر المعهد من أن حجم الأموال التي ستفقدها الصين سيتضاعف خلال العام الجاري، إذا واصل ترامب ضغوطه على الشركات الأميركية بإعادة أموالها وصناعاتها من الخارج إلى أميركا. ومعروف أن الشركات الأميركية استثمرت بكثافة في الصين خلال السنوات الماضية مستفيدة من رخص العمالة وكلفة التصنيع في الصين.

ولاحظ المعهد، الذي مقره في واشنطن، أن حجم الأموال التي هربت من الصين خلال العام الماضي، أكبر بحوالى 50 مليار دولار من عام 2015. وذلك على الرغم من أن العام 2015 شهد أكبر أزمة في أسواق المال الصينية وأكبر اضطراب في سعر صرف اليوان، مقارنة بما شهدته الأسواق الصينية في بداية العام الماضي.

وحتى الآن أدى هذا الحجم الضخم من هروب الأموال إلى عاملين سلبيين، وهما:
أولاً: أجبر الحكومة الصينية على اتخاذ إجراءات تشديد عمليات تحويل الأموال من اليوان إلى الدولار أو العملات الأجنبية، إلا في حدود معينة. وتحديداً قصدت الحكومة تحويل أموال الأثرياء الذين يتخوفون من اضطراب سعر صرف اليوان على ثرواتهم وبالتالي يتحايلون على إخراج ثرواتهم إلى حسابات دولارية في مراكز أوفشور مثل جزيرة ماكاو وسنغافورة.

وثانيا: أدى إلى تآكل الرصيد الأجنبي الصيني، حيث انخفض الاحتياطي الأجنبي الصيني بحوالى 320 مليار دولار خلال العام الماضي. وذلك بسبب التدخل المستمر لبنك الشعب الصيني "البنك المركزي" في سوق الصرف لدعم قيمة اليوان المتدهور أمام الدولار.

ولاحظ معهد التمويل الدولي أن اليوان خسر نسبة 6.5% من قيمته خلال العام الماضي. كما لاحظ كذلك أن الإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات النقدية في الصين على حركة الأموال، ساهمت في رفع قيمة العملة الرقمية "بتكوين" إلى أكثر من 1000 دولار خلال الأسابيع الماضية. وبلغ حجم الأموال التي هربت من الصين في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي 95 مليار دولار.

ومن المتوقع أن يتخذ ترامب إجراءات تجارية قاسية خلال العام الجاري ضد الصين. وحسب معهد بيترسون للدراسات الاقتصادية، فإن ترامب ينوي معاقبة الصين على فائضها التجاري الكبير مع أميركا.

وكان ترامب، سبق وأدلى بعدد من التصريحات التي أثارت عدم ارتياح بكين، منها تعهده بـ "إجبار الصين على اللعب وفقا للقواعد" معلنا أن الاقتصاد الصيني لم يعد اقتصاداً للسوق وأن الصين تتلاعب بعملتها".

وبالإضافة إلى ذلك، هدد ترامب مراراً، بفرض رسوم جمركية على البضائع الصينية وتصنيف بكين كـ"مضارب" في سوق العملات.

وربما سيكون العقاب الذي يعده ترامب للصين متمثلاً في أمرين، وهما أولاً: فرض رسوم جمركية على بضائعها المصدرة إلى أميركا بنسبة تقدر بحوالى 45%، كما سيعمل على إجبارها على تحرير سعر صرف اليوان الذي يرى أنها تتلاعب بقيمته أمام الدولار في سبيل زيادة صادراتها إلى السوق الأميركية. وكلا العقابين سيقودان إلى اضطراب الاقتصاد الصيني.

ويذكر ان الصين دافعت عن نفسها، حيث قالت أمس الجمعة، إنها لم تستخدم عملتها قط كأداة للحصول على مزايا تجارية كما أنها لم تضر بمصالح الشركات والمستهلكين الأميركيين بتخفيض قيمة اليوان.

وتأمل الصين أن يتمكن السفير الأميركي الجديد الذي تربطه علاقة صداقة مع الزعيم الصيني من تخفيف الهجوم العنيف للرئيس ترامب على الصين. وكان تيري برونستيد، سفير الولايات المتحدة الجديد لدى الصين، قد سعى إلى تخفيف حدة التوتر بين البلدين في تصريحات قال فيها إن تحسين العلاقات الثنائية وتعزيز الصداقة وتطوير التجارة بين البلدين، ستصب كلها في مصلحة العالم.

ومن المتوقع أن يلعب برونستيد شخصيا دوراً بنّاء عبر توظيف صداقته مع الصين لتخفيف سورة غضب الرئيس ترامب تجاه بكين. وتيري برونستيد، يعرف الزعيم الصيني شي جين بينغ منذ عدة سنوات ويعتبره صديقاً.