730 يوماً على الكارثة: يوم بكى "شابيكوينسي" دماً

كُتب لفريق شابيكوينسي البرازيلي في تاريخ 28 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016، أن يفقد جميع أعضاء بعثته الرياضية ما عدا ثلاثة لاعبين. في لمح البصر وبين ليلة وأخرى تحولت الحكاية من فرحة النهائي إلى كارثة. هي حكاية كارثة طائرة "شابيكوينسي" التي أبكت جماهير كرة القدم حول العالم، هي حكاية نهاية حياة رياضيين بطريقة حزينة.

ليلة سوداء
قبل دقائق من العاشرة مساءً بتوقيت كولومبيا. الرحلة "LaMia Flight 2933" التي يُسافر على متنها 77 شخصاً من بينهم 23 لاعباً من فريق شابيكوينسي وأعضاء الجهاز الفني و20 صحافياً وضيفين. قبطان الطائرة يكتشف خللاً كهربائياً أحدث مشكلة في ضخ الوقوع للمحركات. وخلال نصف ساعة بعد هذه المشكلة، عاش رُكاب الطائرة لحظات مُرعبة بين الحياة والموت..

الساعة التاسعة والنصف ليلاً. بدأت الطائرة تنخفض عن الارتفاع الطبيعي المطلوب. طلب قبطان الطائرة من أحد المطارات المجاورة إذناً بدخول الأجواء والهبوط اضطرارياً. تواصل برج المراقبة مع الطائرة وطلب صناعة مسار دائري مثل حلبة سباق والاستمرار في الالتفاف إلى حين الحصول على إذن رسمي بالهبوط.

إنها الساعة 21:49، الطائرة تلتف منذ 15 دقيقة وصنعت لفتين كاملتين حتى الآن. برج المراقبة يمنح الطائرة إذن الهبوط بعد سبع دقائق. إنها الساعة 21:52، يُعلن القبطان أزمة في الوقود والطائرة لن تتحمل أكثر وعليها الهبوط بسرعة. عند الساعة 21:53 اشتعل المحركان 3 و4 على الجناح الأيمن بسبب نقص الوقود. بعد دقيقين اشتعل المحركان 1 و2 على الجناح الأيسر وعندها فقد القبطان السيطرة على الطائرة.

عند الساعة 21:55 تلقى برج المراقبة آخر إحداثية للطائرة، وبعد ذلك اختفت عن الرادار تماماً. تبين بعد ذلك أن مُسجل بيانات الرحلة (FDR) توقف عن العمل. اختفت الطائرة في الجبال المواجهة لمدرج الهبوط. عند الساعة 21:59 اصطدمت الطائرة بجبل "سيرو غوردو" الذي يرتفع حوالي 2600 متر. العاشرة مساءً انتهت رحلة بعثة شابيكوينسي بكارثة جوية مأساوية...

ومضات حياة وموت
ضباب كثيف وأضواء حرائق في كل مكان. سبعة قلوب ما زالت تنبض و70 شخصاً لقوا حتفهم سريعاً. سبعة أشخاص عاشوا لحظات من الرعب بين الحياة والموت. توفي واحد بعد ذلك وبقي ستة أشخاص على قيد الحياة ليكون المجموع 71 شخصاً فارقوا الحياة من أصل 77 مسافراً.

محاولات الوصول إلى مكان الحادثة كانت في غاية الصعوبة. ضباب في كل مكان وجثث منتشرة في أرجاء الجبل الكبير. نجح المنقذون في انتشال 70 جثة ونقلها إلى المستشفى. بينما أول ناج مُصاب وصل إلى المستشفى يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني بسبب الصعوبات الكبيرة التي واجهها المنقذون.

هي أيام وساعات بين الحياة والموت. هي أيام بين لاعبين كانوا يحتفلون داخل غرفة الملابس بطريقة هيستيرية، ولاعبين تحولوا إلى جثث هامدة على سفح جبلٍ أخضر. هي ساعات بين خوض نهائي "سود أميركانا" وتحقيق الأحلام وكارثة مأساوية ذهب ضحيتها 71 شخصاً. هي ساعات بين فيديو نقل فرحة اللاعبين في الطائرة خلال الرحلة و15 دقيقة من الرعب عاشها الركاب في الهواء...

إنها كارثة رياضية لفريق كرة قدم بأكمله ترك أثراً في قلوب جميع مشجعي كرة القدم حول العالم. هي كارثة لكل رياضي يعرف معنى أن يُقاتل من أجل حلمه ويُصارع كل شيء من أجل البقاء. 730 يوماً مرت على كارثة طائرة "شابيكوينسي"، وبين 28 و29 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 كل شيء تغير وعاش الجميع ومضات حياة وموت وفي النهاية بكت شابيكوينسي دماً...