يتعمَّد جلال الدين الرومي، أحياناً، استخدام الكلمات بشكل خاطئ، مثل طفلٍ يريد أن يتكلّم لأوّل مرّة. إنّه يستخدم اللغة بشكل اعتباطي ويسخر منها ليُحرّر نفسه من سلطتها، أو على الأقل ليُحرّر نفسه.
كيف يكون حال الكتابة والكتّاب في ساحة تتكوّن من مجموعات تبثّ الخوف والقمع والحروب النفسية؟ الأمر لا يقتصر على الساحة الثقافية في بلد بعينه. غير أن الكتّاب يخلقون دائماً ملاذاً يشعرون فيه بالأمان وفيه يمكنهم التعبير عن مخاوفهم.
من مساوئ القصّة القصيرة في إيران أننا لا نستطيع أن ندخل في تفاصيلها كثيراً، لأنَّ المجتمع الإيراني يتهرّب دوماً من الخوض في تفاصيل مشاكله وأسئلته. لكننا نعرف أيضاً أنه بتوسُّع وسائل الإعلام الاجتماعي اتّجه المجتمع نحو الاقتضاب.
يعتقد بعضهم خطأً أن ما بعد الحداثة تعني القصص الغريبة وغير الطبيعية والتي تخلو من بنية قصصية وشخصية، وأنها تقتصر على زمننا. لكن قصص ما بعد الحداثة القصيرة في إيران ليست غريبة ولا تنحصر في حقبة معينة.
بقيت الكاتبة الإيرانية في الظل داخل بلادها أو خارجها، وحتى انتحارها لم يُكترث له كما حصل مع كتّاب من الرجال. وإن كانت بعض الأسماء باتت مسموعة بسبب هجرتها وكتابتها بلغات غربية، فإن أصوات الداخل ما زالت تواصل رحلتها االصعبة.