الوعي السياسي هو ما كان متوفرا، وبقوة كافية، لإعلان انطلاق ثورة على الإقصاء والتهميش، فالوعي السياسي هو ما دفع الناس إلى إعلان تمرّدهم على قمع الحريات، وعلى أنّ ضرورة الحرية تتأتى من ازدياد ملحوظ في مستويات الوعي السياسي، وليس العكس.
الأزياء التي كانت سائدة أواخر الإمبراطورية العثمانية كانت نوعا من بطاقة شخصية مكشوفة ومفتوحة أمام الجميع، تحمل في أسلوبها وشكلها كل ما يريد المرء معرفته عن صاحب الزي بنظرة واحدة، ومن دون الحاجة إلى السؤال والجواب.
لم يبادر السوريون إلى الاحتجاج في ثورتهم ضد النظام طلبا للديمقراطية فقط، وإنما أيضا ضد النهب والتسلط على مقدّرات الدولة، وعلى ارتفاع نسب البطالة، وتراجع الخدمات، وتمركز الثروة في أيدي عائلة واحدة، مع بعض المتعاونين معها، والمنبطحين أمام جبروتها.
كان لانخفاض أسعار النفط تأثير بالغ على مواقف الجميع بشان سورية، سواء أكانوا في الطرف الداعم للمعارضة، أو الداعم للنظام، ما أوجب على الجميع التداعي لإيجاد مخرج من هذه الأزمة، ويبدو أن الاتفاق كان على حساب دماء السوريين وكرامتهم.