المطلوب في التعليم ليس تغيير المناهج بل تغيير إدراكنا للتعلّم. التعلّم في جوهره قدرة بيولوجية تتم ضمن أجواء وظواهر طبيعية، وليس عن طريق "شَرذَمَةِ" المعرفة إلى مواد متفرّقة، وهذا ما يحدث معنا حين نميّز الرياضيات البحتة عن بقية المعارف.
هناك عوامل غيّبت الحكمة من بلادنا كان منها تأثير الجامعات والمدارس التي أنشأتها القبيلة الأورو-أميركية، بدءا بالجامعة الأميركية في بيروت عام 1869 والتي تبعتها جامعات ومدارس أخرى. احتل محل الحكمة علومٌ هدفها السيطرة وإخضاع الطبيعة، وفق تعبير "فرانسس بيكن".
يجدر التنبيه إلى أن جزءاً من الأمراض/ الأوهام/ الخرافات الحديثة هو الاعتقاد بأن المدنية الأوروبية هي امتداد لـالحضارة العربية الإسلامية والتي كانت امتدادا لحضارات سبقتها. نتمنى لو كان الحال كذلك، لكان حال عالم اليوم أفضل بكثير.
منذ 1971، وأنا أبحث عن معانٍ لكلمات مثل تعلّم ومعرفة وعلم ورياضيات وأيضاً عن مصدر لقيمة المرء، مغايرةٍ للتقييم العمودي السائد والذي يمزّق الإنسان والمجتمع ويسلبهما الكرامة. لا بّد لنا من تحرير الفكر والتعبير في عالمنا المعاصر.
عبر أكثر من 1300 سنة كانت باحة الأقصى مفتوحة للجميع. كان أهل القدس يذهبون إليها متى شاؤوا، حيث كان التحادث والتفاعل وجها لوجه الوسيلة الرئيسية للتعارف وجدل نسيج فيما بينهم، كان التجاور لا التحاور هو الوسيط الذي يتعلم عبره الناس.